انفصال جبل جليدي أكبر من لندن عن القارة القطبية الجنوبية
انفصل جبل جليدي عملاق بحجم مدينة لندن تقريباً عن جرف برانت الجليدي Brunt Ice Shelf في غرب القارة القطبية الجنوبية في 22 يناير 2023 بعد سنوات من التصدع. وانفصل الجرف خلال المد الربيعي Spring tide، وهو الارتفاع في مستوى سطح البحر المنتظم للمحيط الذي يتزامن مع اكتمال القمر. منذ انفصال الجبل الجليدي، حلقت أقمار اصطناعية متعددة فوق المنطقة، والتقطت صوراً للشظية الجليدية المثلثة الشكل. قدّرت هيئة المسح البريطاني للقارة القطبية الجنوبية British Antarctic Survey(اختصاراً: الهيئة BAS)، التي تدير محطة أبحاث هالي Halley Research Station على جرف برانت الجليدي، حجم الجبل الجليدي المنفصل بـ 600 ميل2، وهو ما يقارب حجم منطقة لندن الحضرية وأكبر قليلاً من مدينة هيوستن بولاية تكساس.
لا يتعلق هذا الانفصال بالتغير المناخي Climate change، وقد نتج من عمليات طبيعية جارية منذ أكثر من 10 سنوات. عُثر على الجبل الجليدي بطول صدع يعرف بـ تشازم-(Chasm-1) 1، والذي رصده علماء هيئة المسح البريطاني للقارة القطبية الجنوبية منذ عام .2012 دفع التوسّع التدريجي لصدع تشازم1- هيئة المسح البريطاني للقارة القطبية الجنوبية في عام 2016 إلى نقل محطة هالي للأبحاث لمسافة 14 ميل إلى الداخل. وقالت هيئة المسح البريطاني للقارة القطبية الجنوبية إن قاعدتها الأمامية لم تتأثر بالانفصال. وقالت جين فرانسيس Jane Francis، مديرة هيئة المسح البريطاني للقارة القطبية الجنوبية: ”كان علماء الجليد وفرق العمليات لدينا يتوقعون هذا الحدث“.
قد يكون القمر قد دفع الجبل الجليدي الجديد في طريقه الذي وقع فيه الانفصال خلال ما يسمى المد الأعلى، أي ”ارتفاع مدى المد“ الذي يحدث حول مرحلة الهلال والبدر نتيجة لسحب الجاذبية Gravitational pull الضئيل للقمر على كوكبنا. فعلى الرغم من اسمها بالانجليزية Spring tide، فإن هذه الظواهر لا علاقة لها بموسم الربيع، اللفظة من الألمانية بمعني ”قفزة“.
هذا الانفصال هو ثاني حدث من نوعه خلال العامين الماضيين يصيب جرف برانت الجليدي. تراقب هيئة المسح البريطاني للقارة القطبية الجنوبية المنطقة باستخدام شبكة آلية من المجسات العاملة بنظام تحديد المواقع العالمي GPS العالية الدقة المثبتة حول المحطة إضافة إلى البيانات الواردة من الأقمار الاصطناعية لرصد الأرض. قال دومينيك هودجسون ،Dominic Hodgson عالم الجليد في هيئة المسح البريطاني للقارة القطبية الجنوبية: ”كان حدث الانفصال هذا متوقعاً، وهو جزء من السلوك الطبيعي لجرف برنت الجليدي، لكنه غير مرتبط بالتغير المناخي. تواصل فرقنا العلمية والتشغيلية رصد الجرف الجليدي في الزمن الحقيقي للتأكد من سلامته والحفاظ على إيصال الأبحاث العلمية التي نجريها في محطة هالي“.
جرف برانت الجليدي، البالغ ارتفاعه 150 متراً، هو لوح جليدي عائم يتحرك بسرعة تصل إلى 1.2 ميل سنوياً باتجاه الغرب في بحر ويديلWeddell Sea . بفضل أبحاث هيئة المسح البريطاني للقارة القطبية الجنوبي، يعد الجرف واحداً من الجروف الجليدية الأكثر رصداً على وجه الأرض. كشفت المشاهدات في الموقع ومن الأقمار الاصطناعية في ديسمبر 2022 أن صدع تشازم1- قد امتد عبر الجرف الجليدي بأسره وأن الانفصال كانت وشيكاً. تتوقع هيئة المسح البريطاني للقارة القطبية الجنوبية أن التيار الساحلي للقطب الجنوبي سيحمل الآن الجبل الجليدي الجديد بعيداً باتجاه الغرب.
بقلم: تيريزا بولتاروفا