الخلايا: لبنات بناء الجسم
تريليونات الخلايا تبقينا على قيد الحياة، لكن ما العمليات الجارية بداخل هذه الأنظمة المعقدة؟
عندما تنظر في المرآة، ترى كائناً واحداً. لكن على المستوى المجهري، لدينا أكثر من 37 تريليون وحدة فردية: الخلايا. وتؤدي الخلايا دوراً مهماً ومحدداً للحفاظ على عمل جسمك مع أداء وظائف تحفظ صحتها. إذا تساءلت يوماً عن سبب تعقيد العقل والجسم البشريين، فهذه العناصر الحية الدقيقة هي ما يحدد حياتك. ليست الخلايا حية فحسب، بل إنها تحدد ما الذي يجعل الكائن الحي حياً.
بداخل أجسامنا جميعاً، تعمل خلايانا باستمرار. وتؤدي كل واحدة آلاف الوظائف الروتينية في أي وقت بعينه، وقد تطورت عضياتها Organelles المتنوعة- وهي أعضاء الخلايا- لأداء هذه المهام بكفاءة. ففي حين تمتلك الخلايا البشرية بنية مشتركة، هناك أكثر من 200 نوع رئيسي، لكل منها بنية ووظيفة متخصصة.
فهم الخلايا يعني فهم أنفسنا. يطلق عليها اسم اللبنات الأساسية للحياة لأنها أصغر وحدة تشكل كل جهاز في أجسامنا. ويجب أن تؤدي الخلايا الفردية وظيفة معينة. مثلاً، تحتاج خلايا العضلات إلى الانقباض. وتتجمع الخلايا مع الخلايا المطابقة لتشكيل نوع من الأنسجة. وتعمل الخلايا في الأنسجة العضلية للهدف نفسه، فتنتج قوة أكبر عندما تتزامن تقلصاتها. وعندما يتصل هذا النسيج بأنواع الأنسجة الأخرى- مثل الخلايا العصبية التي تنسق العضلات- فهذه الأنظمة متعددة الوظائف تخلق التعقيدات التي تجعلنا بشراً. ويعتمد كل جهاز على الآخر لأداء أدواره الحيوية، وقد صار ذلك ممكناً بفضل قدرات خلايانا الفردية.