الحيتان قد تضل طريقها بسبب العواصف الشمسية
بقلم: كيمبرلي هيكوك
تُظهر الأبحاث الحديثة أن الحيتان الرمادية Grey whales المتمتعة بصحة جيدة أكثر عرضة بخمس مرات تقريباً لأن تضل طريقها عند وجود انتشار كبير للبقع الشمسية، ومن ثم مستويات عالية من الموجات الراديوية المنبعثة من العواصف الشمسية.
ما بين شهري مارس إلى يونيو، تسبح الحيتان الرمادية شمالاً من ساحل باها كاليفورنيا بالمكسيك إلى المياه الباردة والغنية بالغذاء في بحري بيرنغ Bering وتشوكشي Chukchi بشمال ألاسكا. وتبدأ الحيتان رحلة العودة جنوباً في شهر نوفمبر. ومن حين إلى آخر، فإن الحوت الرمادي الذي يبدو بصحة جيدة يضل طريقه وهو يسبح. وعلى الرغم من وجود العديد من الأسباب التي تجعل الحوت يضل الطريق، فأحد الاحتمالات هو ارتكاب الحوت خطأً ملاحيا بسبب وجود ما يعطل المجال المغناطيسي للأرض أو قدرة الحوت على اكتشافه، مثل عاصفة شمسية.
راجعت المؤلفة الرئيسية للدراسة، جيسي غرانجر Jesse Granger وزملاؤها، بيانات جنوح الحيتان الرمادية من الساحل الغربي للولايات المتحدة ما بين عامي 1985 و2018 فوجدوا أن الحيتان الرمادية السليمة كثيرا ما ضلت طريقها عندما كان هناك عدد كبير من البقع الشمسية.
ولكن هذا الاكتشاف وحده لا يفسر كيف يمكن للبقع الشمسية أن تتسبب في أن يضل الحوت الرمادي طريقه. فعلى الرغم من أن البقع الشمسية تسبب زيادة كبيرة في الإشعاع الكهرومغناطيسي، فإن معظم هذا الإشعاع لا يصل إلى سطح كوكبنا لأن هذا الضوء يحجبه الغلاف الجوي للأرض أو يشتته. وقالت غرانجر: “يصل إلى الأرض جزء كبير من نطاق موجات التردد اللاسلكي Radio Frequency (RF). وقد ثبت أن ضوضاء الترددات اللاسلكية قد تعطل قدرات العديد من الأنواع الحية Species على التوجيه المغناطيسي Magnetic orientation”.
وجد الباحثون زيادة بمقدار 4.3 أضعاف في احتمال أن يضل الحوت طريقه في الأيام التي توجد فيها ضوضاء عالية من الترددات اللاسلكية. ويشير هذا إلى أن المستقبلات المغناطيسية للحوت، أو قدرته على قراءة خريطته للمنطقة، قد تكون السبب وراء تغيير الحوت طريقه، وليس كون الخريطة خاطئة.
ولكن العلماء ما زالوا ليسوا متأكدين مما إذا كانت الحيتان تمتلك حتى حاسة مغناطيسية أم لا. قالت غرانجر إن كل ما نعرفه هو أن“الحيتان تضل طريقها كثيراً عندما تتصرف الشمس بجنون”.