أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
عين على العالمفنون وعلوم إنسانية

ترميم لوحة من القرن الخامس عشر يصيب عشاق الفنون بالرعب

بقلم: براندون سبيكتور

أخيرا بعد ثلاث سنوات من العمل المضني، رممت لوحة تقديس الحمل الغامض The Adoration of the Mystic Lamb، وهي تحفة فنية ترجع إلى القرن الخامس عشر، ورسمها الأخوان يان وهوبرت فان إيك Jan and Hubert van Eyck، فأصيب الناس بالرعب. فما الذي أثار هذه المشاعر لدى المشاهدين؟ فعلى ما يبدو، إنه وجه الحمل الذي بدا بشرياً على نحو مستغرب بعد الترميم.
لا تقلق، هذا ليس خطأ في الترميم. إذ قال المرممون لجريدة الفنون The Art Newspaper إن وجه الحمل الشبيه برجل هو في الواقع جزء من اللوحة الأصلية التي فقدت من التاريخ لفترة طويلة. وكما صرحت لجريدة الفنون، هيلين دوبوا Hélène Dubois، التي قادت عملية الترميم لصالح المعهد الملكي للتراث الثقافي Royal Institute for Cultural Heritage منذ عام 2016، “كان الاكتشاف صدمة للجميع- بالنسبة إلينا، وإلى الكنيسة، وإلى معظم العلماء، وإلى اللجنة الدولية المتابعة لهذا المشروع”.
خلفية موجزة: إن لوحة تقديس الحمل الغامض هي اللوحة الوسطى في سلسلة من 12 لوحة تُعرف بلوحة مذبح كاتدرائية غنت Ghent Altarpiece، ورُسمت لمذبح كاتدرائية سانت بافو St Bavo في مدينة غنت البلجيكية. ويرمز الحمل في مقدمة اللوحة إلى يسوع، وبه جرح على صدره، يشبه الجرح الذي أصاب يسوع أثناء صلبه في الفكر المسيحي، وينزف في كأس قريبة في حين تنظر حشود من الملائكة المقدّسين. وفي هذه الأثناء، يظل وجه الحمل رزيناً تماماً، حيث تحدق عيناه الشبيهة بعيني الإنسان مباشرة إلى خارج اللوحة باتجاه المشاهد.
تتلاءم معظم التفاصيل مع رؤية الأخوين فان إيك- قبل أن يُرسم وجه الحمل من قبل فنانين آخرين خلال ترميم كبير في عام 1550، لكن. ربما شارك زوار الكاتدرائية في ذلك الوقت آراء النقاد المعاصرين الذين وجدوا أن عيني الحمل البشريتين تتسمان بالغرابة و“المواجهة” بشكل مفرط، حيث أعطى المرممون الحمل وجه حيوان طبيعي أكثر.
في حين أن استعادة الرؤية الأصلية للأخوين فان إيك قد صدمت العديد من المراقبين، قال داعمو المشروع إنهم في غاية السعادة. وقالت دوبوا للصحيفة الفلمنكية دي ستاندارد De Standaard: “عندما رأيت الحمل كما رسمه الأخوان فان إيك لأول مرة، كان عليّ التقاط أنفاسي. إنه لجمال مذهل”. وستنضم لوحة الحمل ذات الوجه الشبيه برجل إلى العديد من اللوحات الأخرى بمذبح كاتدرائية غنت المعروضة بكاتدرائية سانت بافو في فبراير.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى