الحمض النووي DNA يكشف أن نسب سكان أمريكا القدماء يعود إلى 18,000 سنة
بقلم: كريستينا كيلغروف
لأفراد اتحاد البلاكفوت Blackfoot Confederacy نسب قديم يعود إلى 18,000 سنة. ويعني هذا أن الشعوب الأصلية التي تعيش في السهول الكبرى في مونتانا وجنوب ألبرتا حالياً قد ترجع أصولها إلى أسلاف عاشوا في العصر الجليدي. ففي دراسة جديدة للحمض DNA، درس الباحثون التاريخ الجيني لقبائلهم. يتألف الاتحاد من أربع قبائل ذات صلة؛ البلاكفيت Blackfeet، والكايناي Kainai، والبيكاني Piikani والسكسيكا Sixika، كما ضمّ اتحاد البلاكفوت تاريخياً صيادي البيسون الرحل وصيادي أسماك السلمون المرقط. فقد قسّمت أراضيهم في منتصف القرن التاسع عشر عبر الحدود الأمريكية الكندية، وفي أواخر القرن التاسع عشر أجبرت حكومتا البلدين أعضاء الاتحاد على الاستقرار في محميات محددة.
منذ ذلك الحين، اضطرت القبائل في اتحاد بلاكفوت إلى الدفاع عن مطالباتها بالأراضي والحقوق في المياه على الرغم من الأدلة الأثرية والتقاليد الشفهية التي تشهد على تاريخهم العميق في المنطقة. ولتوفير مجموعة إضافية من الأدلة التي يمكنها المساعدة على تأمين حقوقهم بموجب المعاهدات، فضلاً عن تعزيز المعرفة العلمية بالأنساب الجينومية للسكان الأصليين، تعاون أعضاء أمة الكايناي Kainai Nation في كندا وأمة البلاكفيت في ولاية مونتانا مع علماء من جامعات أمريكية متعددة لدراسة تاريخهم الجيني.
أخذ الفريق البحثي عينات لسلسلة كامل جينوم 7 هياكل عظمية أشار تأريخها بالكربون إلى أنها تعود إلى ما بين عامي 1805 و1917، وهي الفترة التي تزايدت فيها التعاملات بين شعب بلاكفوت والأوروبيين الأمريكيين بسبب تجارة الفراء. وعلى الرغم من أن حفظ الحمض DNAلم يكن مثالياً، حيث جاءت العينات من هياكل عظمية تُركت مكشوفة على منصة للدفن، فقد احتوت جميع الرفات على معلومات الحمض DNA للميتوكوندريا، أو البيانات الجينية المنقولة من جانب الأم. إضافة إلى ذلك، سُلسل كامل جينوم 6 من أفراد القبائل المعاصرين.
كشفت المعلومات الجينية أن أسلاف البلاكفوت التاريخيين وأفراد أمتي البلاكفوت والكايناي المعاصرين يتشاركون جزءاً كبيراً من جينومهم، مما يشير إلى وجود علاقة بيولوجية. كانت استمرارية الجينات هذه متوقعة، لكن الفريق وجد أيضاً أن هذا النسب يختلف عن مجموعات السكان الأصليين في أمريكا الشمالية والجنوبية المبلغ عنها سابقاً. استناداً إلى النماذج الإحصائية، ويعتقد الفريق أن شعب البلاكفوت انفصل عن مجموعات أخرى في أواخر العصر الجليدي، منذ نحو 18,000 سنة، حيث انتشرت موجات سكانية متعددة من مصدر واحد إلى الأراضي الجغرافية الشاسعة للأمريكتين.
إضافة إلى تحديد هذا التنوع الجينومي الذي لم يكن معروفاً للعلم سابقاً، تكتسب الدراسة أهمية بسبب تأطيرها. قالت غراسييلا كابانا Graciela Cabana، عالمة الوراثة الأنثروبولوجية بجامعة تينيسي في نوكسفيل: ”من الواضح جداً أنها كُتبت بصوت أقرب إلى السكان الأصليين. من النادر حقاً رؤية دراسة تعاونية يقودها بالفعل أفراد من مجتمع السكان الأصليين حول أسلافهم“.
يقول ريبان مالهي Ripan Malhi، عالم الأنثروبولوجيا الجينية بجامعة إلينوي، ”إنه يجب تنفيذ الدراسات الجينومية من قبل أفراد المجتمع الذين يمكنهم استخدام هذه الأداة من منظور السكان الأصليين، أو من خلال نهج تعاوني مجتمعي تكون فيه لشركاء المجتمع سيطرة متساوية على كيفية إجراء البحث والإبلاغ عن نتائجه“.
تأتي هذه الدراسة من برنامج ”الأصول المبكرة لشعب البلاكفيت“ Blackfoot Early Origins، الذي يوثق لبقاء البلاكفوت في أراضيهم الأصلية.