التوق إلى الكوكاكولا
يمكن القول بأن الكوكاكولا هي واحد من أكثر المشروبات الغازية المحبوبة في السوق، فتبيع شركة كوكا كولا حالياً أكثر من 1.9 بليون عبوة، ويُستمتَع بها في 200 دولة كل يوم. لكن الوصفة الأصلية لهذا المشروب لم تكن لتلقى استحساناً كبيراً في هذه الأيام.
بدأت شركة كوكا كولا كطريقة استخدمها مخترعها، الصيدلاني جون بيمبرتون John Pemberton، لعلاج اعتماده على المورفين Morphine. لقد أصيب في معركة كولومبوس في أواخر القرن التاسع عشر، ومثلَ عديد من المحاربين القدامى، صار بيمبرتون معتمداً على مسكنات الألم مثل المورفين. وسعياً إلى الحصول على بديل لهذه المادة الأفيونية المسببة للإدمان، صادف بيمبرتون منشطاً صنعه الكيميائي الباريسي أنجيلو مارياني Angelo Mariani. كان المنشط يَعد باستعادة الحيوية على نحو صحي بفعل مزيج من النبيذ وخلاصة أوراق الكوكا.
يرجح أن تكون التأثيرات المعززة للطاقة لهذا الشراب ناتجة عن وجود الكوكايين Cocaine، وهو المكون الفعال في مستخلص أوراق الكوكا. حتى العام 1914، لم يكن الكوكايين غير قانوني، وكثيراً ما استُخدم في صنع المقويات والحبوب لعلاج عدد لا يحصى من الحالات الطبية التي تسبب الغثيان والربو والإمساك.
ابتكر بيمبرتون تركيبته من هذا النبيذ لبيعها تجارياً، لكن قانون الحظر المحلي للخمور في العام 1887 سرعان ما أزال المنشط من السوق بسبب محتواه الكحولي. أعاد بيمبرتون صياغة المشروب الرائج بسرعة، فاستبدل محتواه الكحولي بشراب السكر وأضاف مستخلص جوز الكولا الغني بالكافيين. ظل مستخلص أوراق الكوكا في المشروب، وأصبح المشروب خالياً تماماً من الكوكايين في العام 1929، عندما أزال العلماء المكونات ذات التأثير النفساني من مستخلص الأوراق.
هل كنت تعلم؟
سوَّقت شركة كوكا كولا نفسها فيما مضى باعتبارها بديلاً محتملاً لقهوة الصباح
معزز المزاج
على غرار اختراع الكوكا كولا، ابتُكر المذاق المنعش للسفن أب 7UP كإكسير مغير للحياة. في العام 1929، ابتكر تشارلز
ليبر غريغ Charles Leiper Grigg مشروباً جديداً بنكهة الليمون أسماه “صودا الليمون- الليم بالليثيوم ذات الملصق الورقي” Bib-Label Lithiated Lemon-Lime soda. احتوت تركيبة المشروب على الليثيوم، والذي لا يزال يُستخدم كمُحسِّن للمزاج لعلاج حالات مثل الاكتئاب والاضطراب ثنائي القطب Bipolar disorder. طرح السفن أب في المتاجر الكبرى بعد أسبوعين فقط من انهيار سوق الأسهم الأمريكية في العام 1929 وبدء الكساد الكبير. أزيل الليثيوم من وصفة شركة سفن أب في العام 1948 بعد أن حظرت الحكومة الأمريكية استخدامه في المشروبات الغازية.
