اكتشاف بحيرة بدائية تحت ميل من الجليد في غرينلاند
بقلم: ستيفاني باباس
اكتشف العلماء قاع بحيرة قديماً مدفوناً تحت أكثر من ميل من الجليد، والذي قد يحمل أسراراً عن مناخ غرينلاند Greenland السابق. وتشكلت البحيرة عندما كان شمال غرب غرينلاند خالياً من الجليد، منذ مئات الآلاف أو حتى ملايين السنين. ونظراً للذوبان السريع في غرينلاند اليوم، فإنه يمكن أن تكشف البحيرة شيئاً عن مستقبل القطب الشمالي مع انكماش القمم الجليدية.
قال غاي باكسمان Guy Paxman، الباحث في مرصد لامونت- دوهرتي للأرض Lamont-Doherty Earth Observatory التابع لجامعة كولومبيا: “قد يكون هذا مستودعاً مهماً للمعلومات في منطقة مخفية تماماً في الوقت الحالي ولا يمكن الوصول إليها. نحن نحاول فهم كيف تصرفت الصفيحة الجليدية في غرينلاند في الماضي، وهو أمر مهم إذا أردنا أن نفهم كيف ستتصرف في العقود المقبلة”. اكتشف باكسمان وزملاؤه البحيرة باستخدام بيانات مستمدة من معدات تستخدم الرادار لاختراق ما تحت السطح الجليدي لقياس البنية الطبوغرافية (التضاريس). واستُمدت معظم البيانات من عملية آيس بريدج Operation IceBridge لوكالة ناسا.
يقع حوض البحيرة على عمق 1.1 ميل تحت سطح الجليد، ويمتد على مساحة تزيد على 2,700 ميل مربع، أي بحجم ولايتي رود آيلاند وديلاوير معاً. وعند أعمق نقطة، امتدت البحيرة على عمق 250 متراً تقريباً. رسم الباحثون خرائط 18 مجرىً نهرياً ربما صبت في البحيرة من الشمال، إضافة إلى منفذ كان يصرفها إلى الجنوب. وهذا النظام المائي القديم ليس سوى مجرد رواسب الآن، ولا يعرف العلماء متى جرت فوقه المياه آخر مرة. وتشير الأبحاث السابقة إلى أن جليد غرينلاند قد تمدد وتراجع عند نقاط مختلفة على مدى المليون سنة الماضية. ربما كانت هناك أيضاً مساحات شاسعة خالية من الجليد على مدى الـ 30 مليون سنة الماضية.
يشير عمق الرواسب في البحيرة إلى أن عمرها يتراوح بين مئات الآلاف وملايين السنين. وللحصول على مزيد من التفاصيل، سيتعين على العلماء الحفرُ تحت الجليد عبر رواسب البحيرة لدراستها مباشرة.
ربما تشكّلت البحيرة عندما تسبب صدع قديم في فصل الأرض عن بعضها البعض، مما تسبب في الانخفاض، أو ربما كانت حوضاً نحته نهر جليدي متراجع. وقد يزودنا الحفر في قاع البحيرة أيضاً بأدلة على المستقبل. وقد يحتوي قاع البحيرة على آثار لبعض المركبات الكيميائية أو الأحافير التي يمكن أن تكشف المزيد عن مناخ غرينلاند الماضي. ويمكن للعلماء بعد ذلك مقارنة هذه الظروف السابقة بالظروف المتغيرة في القطب الشمالي اليوم. فلا توجد خطط حالية للتنقيب في قاع البحيرة، لكن مثل هذا العمل الفذ قابل للتنفيذ.