إيجاد علاجات للسرطان
هل يمكن أن يساعدنا الذباب الضئيل على علاج أشد الأمراض فتكاً في العالم؟
قد تبدو الفاكهة المتعفنة مكاناً غير محتمل لاكتشاف علاج للسرطان، لكن الحشرات التي تتغذى بها هي نجوم علمية. يبلغ طول ذبابة الفاكهة من نوع الدروسوفيلا Drosophila ثلاثة ملم فقط، لكنها حصلت بالفعل على ست جوائز نوبل. وعلى الرغم من أن حمضها النووي أقل بنحو 30 مرة من البشر، فإنها تتشارك نحو %60 من جيناتنا، بما في ذلك تلك المكتنفة في وقوع أمراض مثل السرطان.
ويستفيد العلماء في معهد فرانسيس كريك بلندن من أوجه التشابه هذه جيداً، فيستخدمون ذباب الفاكهة لفهم كيفية عمل الخلايا وما يحدث عندما تقع أخطاء. وتعتبر تربية سلالات ذبابة الفاكهة لأبحاث السرطان مهمة للمتخصصين، لذا فإن معهد كريك يضم مرفقاً مخصصاً للذباب يعمل به فنيون خبراء يعتنون بنحو 1.5 مليون ذبابة فاكهة، تنتمي إلى 8,000 سلالة جينية مختلفة. ويبلغ زمن الجيل Generation Time في الذباب عشرة أيام، وتتحور جيناتها بسرعة البرق. فالطفرات ضرورية لنمو خلايا الأورام؛ مما يجعلها الأداة المثالية لإجراء تجارب بحثية سريعة عن السرطان.
يمكن لفنيي معهد كريك استيلاد ذباب يحتوي على مجموعات مخصصة من الطفرات الوراثية. للقيام بذلك، يجمعون أنواعاً مختلفة من الذباب ويحقنون الجينات المحورة في بيض الذباب باستخدام إبر فائقة الدقة. ويُعد اختيار الذباب وتعديله مهمة حساسة تنفذ تحت المجهر باستخدام شعيرات من فرشاة التلوين. ويدرس الفنيون الحشرات من جميع الزوايا، ويبحثون عن الاختلافات في لونها وشكلها. ولتسهيل إيجاد الذباب المناسب، فهم يضيفون علامات مجهرية فوسفورية إلى الجينات الطافرة، لجعل الحشرات متوهجة. ويساعد هذا الفنيين على استيلاد ذباب يحتوي على المزيج المثالي من الجينات حتى يتمكن العلماء من العمل على إيجاد علاج للسرطان.