أهمية العوالق النباتية
انس الحيتان، وأسماك القرش والحبار العملاق: إنها أصغر الكائنات الحية في البحار الزرقاء، والتي تُبقي الحياة على كوكبنا تعمل كما ينبغي
تمثل العوالق النباتية تجسيدا لتعريف عبارة “كل الأشياء الجيدة تأتي في حزم صغيرة.” وبكل بساطة، فإن معظم هذه العوالق الهائمة الصغيرة في المحيطات تقوم بالبناء الضوئي وهي كائنات مجهرية وحيدة الخلية تشبه النباتات، وتوجد في كل من مياه البحار والمياه العذبة، وتوجد في جميع محيطات العالم. وهي تعيش في المنطقة المضاءة Euphotic Zone (الطبقة العليا من المحيط)، حيث تكون أشعة الشمس وفيرة. فهناك كميات هائلة منها لدرجة أنك إذا ملأت علبة معدنية من الكوكاكولا بمياه البحر بمغرفة فستجد فيها ما بين 100-75 مليون من العوالق النباتية المنفردة. وتتألف العوالق النباتية في هذا المزيج الرائع من حساء المحيطات من العوالق الحيوانية Zooplankton، وهي حيوانات بالغة الصغر- وفي حين أن بعضها يمثل المراحل اليرقية لمخلوقات أكبر بكثير، سيظل البعض الآخر على هيئة وحوش صغيرة. لا يمكن لجميع العوالق أن تسبح ضد تيارات المحيطات، ومن ثمَّ فهي تطفو تحت رحمة الأمواج. ولكن، هناك مناطق توجد فيها كميات أكبر من العوالق النباتية، عادة حيث يؤدي انبثاق المياه Upwelling (صعود المياه الباردة العميقة إلى السطح) إلى جلب المياه الغنية بالمغذيات الأساسية إلى السطح. للعوالق النباتية أهمية حاسمة للحياة على الأرض- فلا يمكن تقريبا أن نفكّر في عالم يخلو منها. وتشكّل الكائنات الحية الدقيقة أساس الشبكة الغذائية المحيطية بأكملها، حيث تؤدي عملية البناء الضوئي تحويل أشعة الشمس إلى طاقة، مما يوفر الغذاء للكائنات المتغذية بالترشيح Filter-Feeders والرعي، والتي تمثّل بدورها غذاء للحيوانات الكبيرة، بما في ذلك الأسماك التي نأكلها. للعوالق النباتية أيضا تأثير كبير في أجوائنا، لأنها مسؤولة عن إنتاج ما لا يقل عن %50 من الأكسجين على الأرض. وهي أيضا مصرف مهم لابتلاع الكربون، إذ تمتص تأخذ ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي، ويسحب لاحقا إلى قاع المحيط عند موت العوالق النباتية. على مدى ملايين السنين، فقد تراكمت هذه العوالق (جنبا إلى جنب مع المخلوقات البحرية الأخرى والمواد العضوية) في طبقات على قاع البحر، والذي يمكن، تحت الضغط والحرارة الشديدين، أن يشكّل النفط أو الغاز الطبيعي.
لو سمحتم هل هنالك مصادر للتوسع بخصوص موضوع العوالق النباتية.