أنقليسات مخيفة يمكنها التهام فرائسها على الأرض
بقلم: ميندي ويسبرغر
تمتلك الشيقات (إنقليس) Moray eels مجموعة ثانية خفيّة من الفكوك المرعبة. يمكن لهذا الطقم الإضافي أن ينطلق إلى الأمام في لحظة ليتشبث بالفريسة، ويسحب الحيوان إلى أسفل حلق هذا الأنقليس Eel. يساعد الفكان المرعبان بشكل المقلاع Slingshot نوعاً من الشيقات على فعل شيء يستحيل على معظم الأسماك؛ وهو ابتلاع فريستها في أثناء وجودها على الأرض. إنه مشهد مرعب، إذ تظهر لقطات فيديو فريسة تدفع إلى داخل حلق الأنقليس مع انفتاح فم الشيق.
تحتاج الأسماك عادة إلى مياه جارية لنقل الطعام من أفواهها إلى بطونها. غيرَ أن شيقات ندفة الثلج Snowflake moray eels (إكيدنا نيبولوزا Echidna nebulosa) يمكنها نصب الكمائن للسرطانات على الأرض بالتلوي خارجة من البحر للقبض على فرائسها في أثناء انخفاض المد، وقد وجد الباحثون أخيراً أن ارتداد الفكين الثانويين للشيقات كان قوياً بما يكفي لمساعدتها على ابتلاع وجبتها من دون الحاجة إلى التراجع عائدة إلى المحيط. لمعظم الأسماك العظمية- التي تحتوي على هياكل عظمية غالبيتها من العظام، وليس من الغضاريف- فكاَّن بلعوميان Pharyngeal jaws إضافةً إلى فكيها الرئيسين. يقع الفكان البلعوميان خلف البلعوم أو الحلق. وهما أصغر من الفكين الموجودين في أفواه الأسماك، وتستخدم لإمساك الطعام أو ثقبه أو سحقه.
وريتا ميهتا Rita Mehta، الأستاذة المساعدة في قسم البيئة والبيولوجيا التطورية بجامعة كاليفورنيا في سانتا كروز University of California Santa Cruz (اختصاراً: الجامعة UCSC)، تقول إن فكي الشيقات “متحركة جداً”، على عكس معظم الفكوك البلعومية لدى الأسماك، ويمكنها أن تتخطى الحلق وتصل إلى أفواه الشيقات.
صوّرت ميهتا وفريقها الشيقات وهي تمضغ وجباتها وهي خارج الماء. وقالت: “استناداً إلى ما عرفناه عن الخصائص الميكانيكية للفكين البلعوميين، كان من المنطقي أنه إذا كانت الشيقات قادرة على اصطياد الفريسة في المد والجزر أو على الأرض، فبإمكانها أيضاً ابتلاع فريستها على الأرض من دون الاعتماد على الماء”.
تدريب شيقات ندفة الثلج على التغذِّي خارج الماء في تجارب مختبرية، ثم تسجيل النتائج، استغرق 6 سنوات. وضع العلماء الشيقات في أحواض مائية مجهزة بمنصات ومنحدرات فوق الماء. ثم دربوا تلك الشيقات، التي أسموها بينجن Benjen ومارش Marsh وقاني Qani وجيتسوم Jetsom وفروستي Frosty وفلاتسوم Flatsom وإل بي LB، لتسلق المنحدرات بحثاً عن قطع من الحبار. بمرور الوقت، نُقل طعامها إلى أعلى المنحدرات، حتى أصبحت الشيقات في النهاية تتلوى خروجاً من الماء، وتصعد المنحدرات للعثور على طعامها. حلَّل الباحثون 67 مقطع فيديو ترصد التهام الشيقات لوجباتها في الماء وعلى المنحدرات، فوجدوا أن تلك الأسماك استخدمت فكيها البلعوميين بالطريقة والسرعة نفسهما في أثناء وجودها في الماء أو على الأرض.
ليست الشيقات أسماكاً عادية “خرجت من الماء”. بإمكانها أداء وظائفها في أثناء الحرمان المؤقت من الأكسجين، إذ أظهرت الدراسات التي أجريت على أحد أقارب شيقات ندفة الثلج، وهي شيقات البحر المتوسط Mediterranean moray (مورينا هيلينا Muraena helena)، أن الدهون والمخاط في جلد الشيقات يمكن أن تحميها من الجفاف عندما تتعرض للهواء. قدمت التجارب أمثلة لم تُشاهد من قبل لسلوك الشيقات، مما يشير إلى كيف يمكن أن تجمع تلك الأسماك بين سمات البرمائيات وفكين مقلاعيين لجعلها صيادة بارعة ومرعبة في البيئات الرطبة أو الجافة.