لا يزال الكوكب التاسع مفقوداً
مجدداً، فشل علماء الفلك الباحثون عن الكوكب التاسع بعيد المنال في مجموعتنا الشمسية، وهو كوكب نظري قد يكمن في أعماق سحابة من الصخور الجليدية بعيداً عن مدار نبتون، في الوصول إلى هدفهم. ففي دراسة حديثة، دقّق الباحثون في البيانات التلسكوبية لأكثر من 6سنوات في محاولة لتحديد العلامات المحتملة للكوكب التاسع في السماء الجنوبية. التقط المشاهدات تلسكوب أتاكاما للكوزمولوجي Atacama Cosmology Telescope(اختصاراً: التلسكوبACT ) في تشيلي بين عامي 2013 و2019، والتي غطت نحو %87 من السماء المرئية من نصف الكرة الأرضية الجنوبي.
بينما حدد الفريق أكثر من 3,000 مصدر ضوء مرشَّح يقع بين 400 و 800 وحدة فلكية Astronomical units (AU)- أي 800-400 ضعف المسافة بين الأرض والشمس- لم يؤكّد أي من هؤلاء المرشحين ككواكب. ولكن البحث غير المثمر لا يدحض وجود الكوكب النظري؛ ذكر الباحثون إنه يضيق الموقع المحتمل لوجود هذا الكوكب وخصائصه المحتملة. في النهاية، لم تغط الدراسة سوى %20-10 فقط من المواقع المحتملة للكوكب في السماء.
بدأ علماء الفلك بالبحث عن الكوكب التاسع لأول مرة في عام ،2016 ولاحظوا أن ستة أجرام صخرية خارج مدار نبتون تتجمع بطريقة غريبة، حيث توجد النقاط الأبعد في مداراتها على مسافة أبعد عن الشمس بكثير من أقرب نقطة في مداراتها. وأشارت حسابات الفريق إلى أن سَحْب الجاذبية لكوكب غير مرئي يبلغ 10-5 أضعاف حجم الأرض قد يفسر الانحراف في مدارات تلك الصخور. وبعد خمس سنوات، حاول العديد من الفرق البحثية اكتشاف هذا الكوكب النظري، لكنهم فشلوا. فأكبر عقبة في البحث عن الكوكب التاسع هي المسافة الهائلة. في حين يدور بلوتو على بُعد يتراوح بين 50-30 وحدة فلكية من الشمس، قدر مؤلفو دراسة نشرت في عام 2016 أن الكوكب التاسع قد يتراوح بُعده بين 400 و800 وحدة فلكية- وهي مسافة من البُعد لدرجة أن ضوء الشمس ربما لا يصل إلى هذا الكوكب على الإطلاق.
يعني هذا أن الأمل ضئيل في اكتشاف الكوكب التاسع البارد والمظلم باستخدام تلسكوبات الضوء المرئي القياسية. بدلاً من ذلك، يلجأ علماء الفلك إلى تلسكوبات مثل التلسكوب ،ACT والتي يمكنها البحث في الكون بأطوال موجية ملليمتريةMillimeter wavelengths ، وهو شكل قصير من الموجات الراديوية التي تقترب من الأشعة تحت الحمراء. كثيراً ما تُستخدم التلسكوبات الملليمترية لرؤية الغيوم الغازية الخافتة والمتجمدة التي تتشكل فيها نجوم جديدة، لأن مثل هذه الغيوم لا تمتص الضوء الملليمتري. وعلى الرغم من فشل هذا المسح في إظهار أي دليل مقنع، فإن مرافق التلسكوبات الملليمترية الجديدة، مثل مرصد سيمونز ،Simons Observatory وهو قيد الإنشاء حالياً في صحراء أتاكاما في تشيلي، ستواصل البحث باستخدام تلسكوبات أكثر حساسية.
بقلم: براندون سبيكتور