يعاني نحو 5% من سكان
العالم من الاكتئاب.
يستخدم مصطلح ”الصحة النفسية“ Mental health ليشمل السلامة العاطفية والنفسية للشخص، والتي تُستشعر بشكل مختلف من شخص إلى آخر، وتشمل مجموعة من الحالات المرضية النفسية. تتمحور واحدة من أكثر مخاوف الصحة النفسية انتشاراً في الوقت الحالي حول مستويات القلق والاكتئاب لدى الجمهور. في الولايات المتحدة وحدها، هناك 6.8 مليون بالغ مصاب باضطراب القلق العام Generalised anxiety disorder (اختصاراً: الاضطراب GAD)، وهو شعور بعدم الارتياح والقلق بدرجات متفاوتة، تتراوح بين الخوف الذي يمكن التحكم فيه إلى الذعر المُنهك. وكذلك قد تكون لمشكلات الصحة النفسية الشائعة مثل اضطراب القلق العام آثارٌ غير مباشرة على صحتنا الجسدية: قد يسبب الاكتئاب والقلق ارتفاع ضغط الدم، ونقص كمية الدم المتدفقة عبر القلب، وزيادة إفراز هرمون التوتر المسمى الكورتيزول Cortisol، وكلها قد تسهم في الإصابة بأمراض القلب.
كثيراً ما تتشابك الصحة النفسية مع مفهوم يعرف بالتنوع العصبي Neurodiversity. يستخدم هذا المصطلح لوصف عرض نطاق الطرق التي يعمل بها الدماغ البشري وكيف يفسر المعلومات ويعالجها. الشخص الطبيعي عصبياً Neurotypical هو الشخص الذي يعمل دماغه بطريقة نمطية- على غرار غالبية أقرانه. ولكن دماغ الشخص المتباين عصبياً Neurodivergent ينحرف عن النموذج النمطي. فمثلاً، قد يعتبر المصاب بطيف التوحد Autism spectrum أو باضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط Attention deficit hyperactivity disorder (اختصاراً: الاضطراب ADHD) نفسه متبايناً عصبياً.
”يعاني بعض الأشخاص أو في مرحلة ما من حياة أحدهم من مشكلات الصحة النفسية“
نصف الأمراض النفسية
التي تصيب البشر تبدأ
في سن 14 عاماً
يحتوي الدماغ على شبكة معقدة من البنى المعروفة بالجهاز الحوفي Limbic system الذي يتحكم في عواطفنا وذكرياتنا وسلوكياتنا. ومن الوظائف الرئيسية لهذا الجهاز تحذيرنا من الخطر وتحفيز استجابة الخوف لدينا، المعروفة بردة فعل الكر أو الفر Fight-or-flight reaction. ويترجم هذا أيضاً إلى كيفية معايشة الدماغ للقلق والظروف المرتبطة به، مثل أنواع الرُهاب Phobias واضطراب الكرب التالي للصدمة PTSD. واحدة من البنى المكتنفة، وهي اللوزة الدماغية Amygdala، مسؤولة عن تقييم الأهمية العاطفية للمعلومات وما إن كان ينبغي تحفيز استجابة المحاربة أو الفرار أم لا. فعندما يمكن تحفيز اللوزة الدماغية بسهولة شديدة أو ”تفعيلها“ في غياب أي تهديد واضح، فقد يؤدي ذلك إلى ظهور اضطرابات القلق.
يعني الارتباط بين الجهاز الحوفي والقلق أنه يمكن للباحثين دراسته بمزيد من التفصيل بمراقبة النشاط الكهربائي في هذه المناطق من الدماغ. في عام 2021، استخدم باحثون في جامعة روتشستر في نيويورك الواقع الافتراضي لاختبار كيفية استجابة الدماغ للسيناريوهات المسببة للقلق. عرّضوا المرضى لمرج بالواقع الافتراضي VR meadow والمملوء بالأزهار، والذي كان إما آمناً أو يخفي نحلة يمكنها أن ”تلدغ“ فعلياً عبر تحفيز كهربائي بسيط في اليد. وكان نصف المرج ممتلئاً بأزهار خالية من النحل. وأثناء استخدام التصوير بالرنين المغناطيسي الوظيفي Functional magnetic resonance imaging (اختصاراً: التصوير fMRI) لدراسة نشاط دماغ المرضى، وجد الباحثون أن المرضى المصابين بالقلق أظهروا نشاطاً متزايداً في بعض مناطق الجهاز الحوفي عند رؤية المناطق ”الآمنة“ و”غير الآمنة“ في المرج. ويشير هذا إلى أنه على الرغم من تعرفه على المناطق الآمنة في المرج، إلا أن الدماغ ظل يربطها بالخطر مما يديم مشاعر القلق.
يعاني واحد من كل 100 شخص
اضطراب الشخصية الحدّي
مصطلح ”التنوع العصبي“ في عام 1997.
تتباين الأسباب المعروفة للعديد من الحالات النفسية، ولا يزال كثير من أسبابها غير معروف في الغالب. تتضمن بعض العوامل البيئية التي اعتُبرت ضارة بالصحة النفسية التعاملات الاجتماعية الضارة، والمشكلات الاقتصادية وتعاطي المخدرات. حتى التلوث قد يؤدي دوراً بالمساهمة في الصحة النفسية السلبية.
تشريح القلق
هذه الأجزاء من الدماغ مكتنفة في شعورنا بالقلق
1 محفز STIMULUS
يستقبل المهاد Thalamus المعلومات من العينين والأذنين، ومن ثم يمررها إلى اللوزة الدماغية.
2 طريق مختصر SHORTCUT
تصل المعلومات الحسية مثل الرائحة واللمس إلى اللوزة الدماغية دون المرور عبر المهاد.
3 اللوزة المخية AMYGDALA
منطقة من الدماغ بشكل اللوزة، والتي تعالج المعلومات الحسية الواردة، إما من المهاد أو بصورة مباشرة. وهي مركز التحكم الدفاعي في الدماغ وتفعّل استجابة الجسم للضغوط النفسية.
4 الحُصين HIPPOCAMPUS
باعتبارها مركز الذاكرة في الدماغ، ترمّز هذه المنطقة الأحداث أو المواقف المسببة للقلق في الذاكرة. وكذلك تُرسل المعلومات وتخزّن بين الحصين والقشرة المخية.
5 المهاد THALAMUS
باعتباره جهاز توجيه إدراكي، يتلقى المهاد المعلومات من الأعضاء الحسية، مثل البصر والصوت، ويعالج تلك المعلومات ثم يعيد توزيعها إلى وجهتها المقصودة. يتم ذلك إما عبر القشرة المخية أو إلى اللوزة الدماغية مباشرة.
6 القشرة مقدم الجبهية PREFRONTAL CORTEX
كثيراً ما يشار إلى القشرة المخية باسم ”الجزء المفكّر“ في الدماغ، فهي تربط المعنى بالمحفزات الحسية وتولد الصور الناجمة عن القلق في الذهن، حتى في غياب المخاطر.
7 تحت المهاد HYPOTHALAMUS
تحت المهاد مسؤول عادة عن الحفاظ على التناغم في الجسم، والمعروف بالاستتباب Homeostasis، وعندما تحفّزه اللوزة الدماغية فإنه يرسل إشارات إلى الغدد حول الجسم لإفراز هرمونات التوتر خلال فترات القلق.
في عام 2019، كشف بحث نُشر في المجلة البريطانية للطب النفسي British Journal of Psychiatry عن وجود صلة بين تلوث الهواء واستخدام خدمات الرعاية الصحية النفسية. باستخدام بيانات غير محدّدة للهوية من جنوب لندن ومؤسسة مودسلي NHS Foundation Trust إضافة إلى البيانات ربع السنوية عن التركيزات المتوسطة لملوثات الهواء، مثل ثاني أكسيد النتروجين والجسيمات المعلقة Particulate matter، وجد الباحثون أن الأشخاص المعرضين لمستويات أعلى من ملوثات الهواء في المناطق السكنية يستخدمون خدمات الرعاية الصحية النفسية بنسبة أكبر ممن تعرضوا لقدر أقل من تلوث الهواء.
النظر إلى ما وراء الجمجمة
كيف تنظر مخططات كهربائية الدماغ إلى الدماغ وتراقب نشاطه
1 قطب تخطيط كهربائية الدماغ EEG ELECTRODE
تثبّت أقطاب كهربائية حول الرأس. يمكن للطاقة الكهربائية المنطلقة من نشاط الدماغ أن ”تدفع“ أو ”تسحب“ القطب الكهربائي، وهو ما يمكن تسجيله وقياسه.
2 مشبك نشط ACTIVE SYNAPSE
عندما ينشط العديد من العصبونات في الوقت نفسه، فإنها تولد طاقة تكفي لأن تكتشفها أقطاب تخطيط كهربائية الدماغ.
3 العصبونات الصادرة EFFERENT NEURONS
تحمل هذه العصبونات الإشارات من الدماغ إلى أجزاء مختلفة من الجسم لتنفيذ فعل ما، مثل أداء حركة.
4 العصبونات الواردة AFFERENT NEURONS
هذه العصبونات، الممثلة بالخطوط الأفقية في الرسم التوضيحي، تنقل المعلومات بين الأعضاء الحسية، مثل العينين والأذنين، والجهاز العصبي المركزي.
5 طبقات واقية PROTECTIVE LAYERS
تنتقل طاقة نشاط الدماغ عبر الطبقات الواقية حول الدماغ، مما يسمح بقياسها على السطح.
6 مواضع الأقطاب ELECTRODE LOCATIONS
تثبّت الأقطاب الكهربائية على الرأس باستخدام ”نظام 10-20“، حيث يوضع كل قطب كهربائي على مسافة 10% أو %20 من المسافة الإجمالية للجمجمة، إما من الأمام إلى الخلف أو من اليسار إلى اليمين.
معهم بلطف له تأثير إيجابي في صحتهم النفسية.
الصحة النفسية العالمية
في كل سنة، تصدر منظمة غير ربحية تدعى مختبرات سابيين Sapien Labs تقريرها عن الحالة النفسية في العالم، والذي يحدد ما يسمى نقاط حاصل الصحة النفسية Mental health quotient (MHQ) في 71 دولة. وقد شارك أكثر من 400,000 شخص من هذه البلدان في استطلاع عام 2023. ملأ المرضى استبانة لتقييم صحتهم النفسية على مقياس نقاط حاصل الصحة النفسية الذي يبدأ من 100- (مكروب Distressed) ويصل إلى 200 (مزدهر Thriving). فيما يلي متوسط درجات حاصل الصحة النفسية للدول التي حصلت على أعلى وأدنى درجات الصحة النفسية الإيجابية.
أفضل متوسط لنقاط حاصل الصحة النفسية
1 جمهورية الدومينيكان 91
2 سريلانكا 89
3 تنزانيا 88
4 بنما 85
5 ماليزيا 85
أسوأ متوسط لنقاط حاصل الصحة النفسية
1 أوزبكستان 48
2 المملكة المتحدة 49
3 جنوب إفريقيا 50
4 البرازيل 53
5 أستراليا 54
%35 من المصابين بمشكلات نفسية
حادة يعانون أيضاً حالات بدنية طويلة الأمد
واحدة من كل 3 نساء
النساء أكثر عرضة من الرجال للإصابة بالاكتئاب الشديد خلال حياتهن
301 مليون شخص
اضطرابات القلق هي أكثر الأمراض النفسية شيوعاً في العالم
يعاني واحد من كل سبعة مراهقين اضطراباً نفسيّاً
واحد من كل أربعة
لا يحصل سوى 27.6% من الأشخاص الذين يحتاجون إلى علاج لاضطرابات القلق
يعاني 14% من البالغين بعمر 60 سنة فما فوق اضطراباً نفسيّاً
يتعلق أحد التفسيرات البيولوجية لتدهور الصحة النفسية بكيمياء الدماغ. ففي ستينات القرن العشرين، كان يُعتقد أن انخفاض إنتاج ناقل عصبي يسمى السيروتونين هو السبب البيولوجي الرئيسي لبعض الحالات النفسية، مثل الاكتئاب. كثيراً ما يشار إلى نظرية السيروتونين باعتبارها ”اختلالاً في التوازن الكيميائي“ للدماغ، وقد تعرضت لانتقادات شديدة في السنوات الأخيرة باعتبارها تفسيراً عتيقاً ومفرطاً في التبسيط. ولكن هذا الموضوع لا يزال محلاً لجدل كبير في المجتمع العلمي.
1 من 25 بالغا في أمريكا
يعيشون بمرض عقلي خطير
إعادة توجيه السيروتونين
كيف يمكن أن تساعد مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية في علاج الحالات النفسية مثل الوسواس القهري والاكتئاب
رسم توضيحي لجزيء السيروتونين
1 السيروتونين SEROTONIN
ناقل عصبي مكتنف في تنظيم العديد من الوظائف المعرفية، مثل العواطف والمزاج والذاكرة.
2 اكتمال الإرسال SENDING COMPLETE
عندما يرتبط السيروتونين بمستقبل ويقوم بمهمته المتمثلة ببعث الرسائل، يُعاد امتصاصه من قبل العصبون الذي أفرزه في عملية تعرف بإعادة الامتصاص Reuptake.
3 ناقل TRANSPORTER
يُعاد امتصاص السيروتونين عبر بروتينات تُعرف بالنواقل .Transporters
4 حجب المسار BLOCKING THE PATH
ترتبط مثبطات إعادة امتصاص السيروتونين الانتقائية بالنواقل لإغلاق مسار إعادة امتصاص السيروتونين.
5 مستويات السيروتونين SEROTONIN LEVELS
مع تثبيط البروتينات الناقلة، يتبقى المزيد من السيروتونين في المساحة بين العصبونات، المعروفة بالمشبك العصبي، على أمل بأن يضمن المزيد من السيروتونين نقل الرسالة.
هناك طرق عديدة لمعالجة الحالات النفسية. العلاج السلوكي المعرفي Cognitive behavioural therapy (CBT) هو أحد أكثر أشكال العلاج شيوعاً للعديد من الحالات النفسية، مثل القلق. ويعمل العلاج السلوكي المعرفي على أساس أن أفكارنا ومشاعرنا وأفعالنا كلها مترابطة وأن المساعدة على تغيير أحد هذه العناصر قد تغير العناصر الأخرى. ومن خلال جلسات متكررة مع المعالج، يحدد العلاج السلوكي المعرفي أنماط الأفكار والسلوكيات والأفعال السلبية ويساعد الشخص على اكتساب المهارات اللازمة لكسر هذه الأنماط. فقد عولجت حالات مثل اضطرابات الأكل والذهان والاضطراب ثنائي القطب بنجاح باستخدام العلاج السلوكي المعرفي. ولكن عندما لا تكون العلاجات الحوارية Talking therapies مثل العلاج السلوكي المعرفي فعالة بمفردها، فقد تدعو الحاجة إلى تدخلات دوائية أيضاً. فمثلاً، لعلاج حالات مثل اضطراب الكرب التالي للصدمة والوسواس القهري والاكتئاب، كثيراً ما تُستخدم مجموعة من الأدوية تسمى مثبطات امتصاص السيروتونين الانتقائية Selective serotonin reuptake inhibitors (SSRIs). وتعمل هذه المثبطات على زيادة كمية الناقل العصبي السيروتونين، الذي يتحرك حول الفجوات بين العصبونات في الدماغ، والتي تسمى الفلح أو الوصل المشبكي. على الرغم من حاجة العلاقة بين السيروتونين والصحة النفسية إلى مزيد من البحث والتوضيح، فقد أظهرت الدراسات أن زيادة مستوياته يمكن أن تحسن أعراض العديد من الحالات النفسية المختلفة.
تُستخدم بعض العلاجات البديلة غير الشائعة لتخفيف وطأة بعض الحالات النفسية. يستخدم التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة Transcranial magnetic stimulation (TMS) مجالات مغناطيسية لتحفيز العصبونات لعلاج الاكتئاب والوسواس القهري. ويستخدم هذا العلاج ملفاً يثبّت على الرأس لإصدار نبضات مغناطيسية عبر الجمجمة وصولاً إلى الدماغ. وعلى الرغم من أنه لا يزال من غير الواضح بالضبط لماذا يمكن أن يساعد التحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة على تخفيف الأعراض بعد فترات طويلة من العلاج، أشار البعض إلى أن المجالات المغناطيسية تغير أنماط تحفيز العصبونات. وأظهرت بعض الدراسات أن نحو 50 إلى %60 من المصابين بالاكتئاب والذين لم يستجيبوا للعلاجات الأخرى أظهروا ”استجابة ذات مغزى“ Meaningful response للتحفيز المغناطيسي عبر الجمجمة. وبطبيعة الحال، فهذا العلاج لا يخلو من الآثار الجانبية، والتي قد تشمل الصداع، وتشنجات عضلات الوجه والدوار.
في السنوات الأخيرة، يبدو أن العالم قد شعر بتأثير الصحة النفسية، كما تنامى الوعي بتعقيداتها وظروفها بسرعة. أصيب مئات الملايين من الأشخاص حول العالم بحالات نفسية وطلبوا العلاج منها. ولكن لا يزال هناك الكثير مما لم نكتشفه بعد حول ما يحدث في أدمغتنا وكيف يؤثر ذلك في صحتنا.
بعد دراستها لحالات النمو العصبي والصحة النفسية، تتحدث إلينا ميشيليني عن الحالات النفسية ومستقبل أبحاث الصحة النفسية
هل ازداد عدد الحالات النفسية في السنوات الأخيرة؟
من المفيد أن نفرّق بين المجموعات المختلفة للصحة النفسية. دار حديث كثير عن زيادة معدلات الإصابة بالتوحد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والتنوع العصبي عموماً. يميل الإجماع إلى تأكيد وجود زيادة في الاعتراف والوعي بهذه الحالات، وليس كونها أكثر انتشارا.
وجدت الدراسات التي تبحث فعلياً في مدى انتشار هذه الحالات أنها لا تتزايد في الواقع. وعندما توجد زيادات، فهي ترجع غالباً إلى التغيرات في طريقة تعريف هذه الحالات. فمنذ نحو 10 سنوات، مثلاً، تغيرت الطريقة التي يوصف بها مرض التوحد في كتيبات التشخيص- ففي السابق حدّدت مجموعة أضيق من الأشخاص على أنهم مصابون بالتوحد، ثم بدأنا الحديث عن طيف التوحد، الذي يشمل مجموعة أوسع من الأعراض. وهنا نرى أن هناك زيادة في عدد الأشخاص الذين يستوفون المعايير، لكنك عموماً لو كنت طبقت المعايير الجديدة على الأشخاص من قبل لوجدت العدد تقريباً. وبالمثل، ففي اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه والتوحد، يتعلق الأمر بزيادة عدد الإحالات الذاتية. فهناك اتجاه آخر مثير للاهتمام، وهو من بين الأشكال الأخرى للمشكلات النفسية الأكثر ارتباطاً بالقلق والاكتئاب. أعتقد أن هناك زيادة حقيقية في تلك الحالات، وخاصة في أعقاب فيروس كورونا وأثناء الجائحة. واجه كثير من الأشخاص تحديات تتعلق بالصحة النفسية، والتي نتجت من العزلة.
ما العلاجات النفسية الناشئة؟
تمثل محاولة إيجاد علاجات نفسية أفضل للأشخاص المتباينين عصبياً أحد المجالات المثيرة للاهتمام حقاً. في كثير من الأحيان، عندما يعاني شخص توحدي أو شخص مصاب باضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه من القلق والاكتئاب أيضاً، تتعرض هذه المخاوف للتجاهل. الأمر المهم هنا أولاً هو التعرف على الحالات النفسية الإضافية هذه لدى الأشخاص المتباينين عصبياً، وثانياً تزويدهم بالعلاجات والتدخلات المبنية على الأدلة. يرجع السبب في ذلك إلى أن العلاج السلوكي المعرفي أو الأدوية التي تُعطى لعامة السكان لا يبدو أنها تعمل بشكل جيد لدى الأشخاص المتباينين عصبياً، مما يشير إلى الآليات المختلفة المحتملة التي تؤدي إلى القلق والاكتئاب لدى الأشخاص المتباينين عصبياً.
ضع روتيناً للنوم
خلال تلك الساعات الثمينة التي تقضيها نائماً، يشكّل الدماغ مسارات عصبية جديدة لمساعدة دماغك في العمل على النحو الأمثل. وأظهرت الدراسات أن الحرمان من النوم قد يزيد من خطر الإصابة ببعض الحالات النفسية.
حسّن نظامك الغذائي
يمكن أن يؤدي الغذاء دوراً رئيسياً في تحسين الصحة النفسية. فعلى الرغم من عدم وجود نظام غذائي محدد يساعد في تعزيز صحتك النفسية، فقد أظهرت الدراسات أن الأطعمة المحتوية على نسبة عالية من السكريات المكرّرة قد تُفاقم الأعراض.
مارس الرياضة
إلى جانب توفير مجال بديل للتركيز، يمكن أن تساعد التمارين الرياضية على إفراز هرمونات تسمى الإندورفينات Endorphins. تقلل الإندورفينات من التوتر وتساعد على تسكين الألم، الذي قد يكون له تأثير سلبي في الصحة النفسية.
العلاقات
وجد العديد من الدراسات أن الاحتفاظ بعلاقات إيجابية والترابط الاجتماعي يمكنه تحسين صحتك النفسية، في حين تزيد الوحدة من خطر الإصابة بالقلق وحتى السلوك المُعادي للمجتمع.
اختر اللطف
قد تُفيد الأعمال الطيبة، خاصة مع أنفسنا، في تحقيق صحة نفسية إيجابية، إلى جانب تقليل التوتر وتعزيز احترام الذات.