أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
العلوم البيئيةالعلوم الطبيعية

طفيليات السحالي تقفز من الأم إلى نسلها

بقلم: نيكوليتا لانيس

هناك نوع جديد من الديدان الطفيلية التي تشق طريقها إلى أدمغة السحالي الصغيرة قبل فترة طويلة من فقسها. كيف تقتحم الديدان الأسطوانية (الممسودة) Nematodes أدمغة السحالي النامية؟ توصل بحث جديد إلى أنها تتسلل عبر مبايض أمهات السحالي.
يمكن للديدان الأسطوانية الطفيلية التي تتغذى بالثدييات أن تقفز، في بعض الأحيان، من الأم إلى نسلها عبر المشيمة في الرحم أو عبر حليب الثدي بعد الولادة. ولكن حتى الآن لم يعتقد أحد أن الطفيليات تنتقل من الأم إلى النسل في الزواحف؛ تشير الأدلة إلى أنه نظراً لأنها تضع البيض، فإن حيوانات مثل السحالي تكون أقل عرضة لطرق معينة من انتقال الطفيليات.
ولكن الأمر الذي أثار دهشة العلماء هو اكتشاف ديدان في أجنة السحالي، مما يشير إلى أن بيض الزواحف ليس منيعاً كما كان يُعتقد سابقاً. وقالت ناتالي فاينر Nathalie Feiner، كبيرة الباحثين، وعالمة البيولوجيا التطورية بجامعة لوند في السويد: “لقد صُدمت عندما رأيت شيئاً يتحرك في دماغ الجنين، على الرغم من تشريح العديد من بويضات السحالي من قبل”. أثناء دراسة بودارسيس ميوراليس Podarcis muralis الشائعة في معظم أنحاء أوروبا تشرّح فاينر وزملاؤها وتفحص بشكل روتيني أجنة السحالي النامية ويجدون أن معظمها خالٍ من الديدان. ومع ذلك، فقد تبين أن مجموعة واحدة من السحالي الجدارية الشائعة في سلسلة جبال البرانس مليئة بالديدان الأسطوانية.
تساءل الباحثون عن مصدر هذه الديدان، وعندما فحصوا أمهات السحالي وجدوا ديداناً مدورة تتلوى في مبايض تلك الحيوانات. عادة ما تغزو الديدان الأسطوانية أمعاء السحالي الجدارية الشائعة، لكن المؤلفين افترضوا أن هذا النوع المكتشف حديثاً تكيف بحيث يزدهر في الجهاز التناسلي للإناث. وتتسلل الديدان الموجودة في المبيض إلى أجنة السحالي النامية وتدخل إلى أدمغتها قبل أن تتكون قشرة البيضة الصلبة حول الحيوان.
سمح المؤلفون للعديد من أجنة السحالي المصابة بالعدوى بالتطور إلى مرحلة النضج، فأشاروا إلى أن “أجنة السحالي المصابة بالعدوى تتطور طبيعياً وتفقس مع الديدان الأسطوانية موجودة في جماجمها”. وأضاف الباحثون أن الحيوانات تبدو بصحة جيدة عند فقسها لأول مرة- على الرغم من الطفيليات- لكن الباحثين لم يرصدوا السحالي أكثر لمعرفة كيف يمكن أن تتأثر صحتها وسلوكها حتى يكتمل نضجها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى