أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
العلوم الاجتماعيةهل كنت تعلم؟

سيكولوجية غرف الهروب

كيف يمكن أن يساعد إطلاق العنان لقوتك الذهنية على فتح غرف الألغاز هذه؟

بقلم: إيلسا هارفي

لقد بدأ وقتك… الآن. أنت محبوس في غرفة مقفلة لمدة 60 دقيقة فقط والتي تحتسبها الدقات التنازلية للساعة، فمن أين تبدأ بحثك عن الحرية؟ ربما لا تكون هذه حالة حياة أو موت، لكن البيئة غير المألوفة والشدة المتزايدة يمكن أن تقنعك بخلاف ذلك. وهذا الإلحاح الواقعي هو ما يدفعك أنت وفريقك إلى الانطلاق في نوبة محمومة لحل المشكلات.
هذه غرفة للهروب Escape room، لعبة للأحداث الحية تعتمد نتيجتها على أفعالك. توجد تلميحات الحل Clues في كل مكان حولك، وما عليك سوى أن تعرف أين تنظر. ومواجهة الغرفة تضع عقلك على المحك وأنت تصارع ضد ضغط الوقت والاحتجاز والألغاز المتباينة التعقيد. وسيتمكن الفريق الجيد من العمل بشكل جيد معاً، وفهم نقاط القوة والضعف لدى بعضهم البعض واستخدامها لصالحهم. فهذه المهام الفريدة تمنح اللاعبين الفرصة ليكونوا أبطال الحدث. ويرتاد الجميع هذه الغرف على أمل أن يغادروا وفريقهم منتصر، لكن في الواقع، يستسلم الكثيرون للتحديات النفسية التي تأتي مع الاستماتة للهرب والتغلب على التحدي.
قد يبدو الحبس في غرفة خياراً غير عادي بالنسبة إلى نشاط ترفيهي، فما الذي يميز هذه التجربة التي تمنحنا مثل هذا التشويق؟ تُجبر الفرق على التفكير بسرعة، وعادة ما يستمر أعضاؤها بتبادل الأفكار مع بعضهم البعض وهم يتجولون بداخل تلك المساحة المحدودة. ثبت أن هذه الحركة في الجسم والدماغ تخلق تأثيراً مشابهاً للتنزه سيراً على الأقدام، إذ إنها تطلق هرمون السعادة، الدوبامين Dopamine. وإلى جانب الأدرينالين Adrenaline الذي يُفرز خلال السباق المحموم مع الزمن، فقد تكون الطاقة معدية. وعند مرورها عبر أعضاء الفريق، قد تتحسّن الحالة المزاجية للمجموعة بكاملها، حتى أولئك الذين يفشلون.
لا تعتمد تلميحات الحل دائماً على العين الثاقبة. ومع تكاثر الآلاف من غرف الهرب حول العالم، يجد مديرو غرف الهرب طرقاً جديدة لإشغال اللاعبين. ويتضمن العديد منها مجموعة من التلميحات الحسية، وهو تحفيز يساعد على إيقاظ الجسم والحفاظ على تفعيل مسارات مختلفة في الدماغ.
وفي المقام الأول، توفر غرف الهرب مساحة للتعرف بشكل أفضل على أصدقائك أو زملائك في العمل، بل إنك قد تلعب حتى مع غرباء عنك. ومعرفة كيفية عمل أدمغة الآخرين والتعلم من بعضكم البعض والعمل كفريق لتحقيق هدف مشترك قد يمنح الناس إحساساً بالمغزى، ويبني العلاقات، ويؤمل بأن يجعل الناس يغادرون وهم مفعمون بالفخر والشعور بالإنجاز.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى