ثورة السكك الحديدية
تعرَّفْ على تكنولوجيا القطارات الحالية المذهلة، واكتشف ما يخبئه المستقبل
بقلم: إيلسا هارفي
عندما كشف ريتشارد تريفيثيك Richard Trevithick النقاب عن أول قاطرة بخارية في العام 1804، أمكن قطع أول رحلة بالسكك الحديدية في العالم. وقد مثَّل هذا الفتح العلمي الهائل بدايةَ قرون من السفر بالسكك الحديدية، وأنشأ مجتمعات مرتبطة وسوقاً متوسعة للشركات. يظل النقل بالسكك الحديدية أكثر الطرق فعالية لنقل البضائع في معظم أنحاء العالم، بما في ذلك الأسمدة والحبوب والمعادن والكيماويات، وعندما يتعلق الأمر بنقل الركاب، تُحدَّث القطارات باستمرار لتحسين السرعة والراحة.
وإذا شاهد تريفيثيك قطارات“الطلقة” السريعة المنتشرة حالياً، والتي تجاوزت سرعتها 300 ميل/ساعة، فربما كان سيفشل في أن يرى أي تشابه بينها وبين اختراعه المتواضع، والذي لم تزد سرعته القصوى على 5 أميال/ساعة. كانت التجربة النموذجية لرحلة القطار تتسم بعدم الثبات والضوضاء وعدم الموثوقية، ولكن مع تقدم التكنولوجيا، أصبحت الرحلات أكثر سلاسة وصارت أزمنة السفر أقصر.
حالياً، تَستخدم أسرع القطارات تقنية الرفع المغناطيسي Magnetic levitation (اختصاراً: التقنية Maglev). باستخدام مغناطيسات كهربائية قوية، ترتفع هذه المركبات قليلاً فوق ممراتها الثابتة، مما يقلل الاحتكاك ويسمح للركاب بالانطلاق بسرعة تزيد على 370 ميلاً/ساعة. ربما حدثت معظم التطورات المبكرة في تكنولوجيا السكك الحديدية في المملكة المتحدة والولايات المتحدة، لكن ثورة السكك الحديدية الحديثة تقودها دول مثل الصين واليابان. تضم الصين أكبر شبكة للسكك الحديدية العالية السرعة في العالم، والتي تمتد بطول 24,850 ميلاً تقريباً.- ومع حلول العام 2035، تأمل شركة السكك الحديدية الصينية China Railway أن توسع شبكتها ليصل طولها إلى 43,500 ميل. تُعَد السكك الحديدية إحدى وسائل النقل الرئيسة في البلاد، حيث تنفذ نحو 4 بلايين رحلة ركاب كل عام. وبالنظر إلى أن الصين هي رائدة تطوير السكك الحديدية في العالم، وتستمر في دفع حدود قدرات القطارات، فكيف سترقِّي التكنولوجيا للمرحلة التالية من ثورة السكك الحديدية؟