ثقب طبقة الأوزون يتوسع للعام الثالث على التوالي
نما ثقب الأوزون الذي يتشكل سنوياً فوق القارة القطبية الجنوبية للعام الثالث على التوالي. تبلغ مساحة ثقب الأوزون نحو 10 ملايين ميل مربع، وهو الأكبر منذ عام .2015لكن على الرغم من هذا النمو، يقول العلماء إن حجم الثقب لا يزال في اتجاه تنازلي عموماً. قال بول نيومان Paul Newman، كبير علماء الأرض في مركز غودارد للطيران الفضائي التابع لوكالة ناسا: ”تشير جميع البيانات إلى أن الأوزون في تحسن“.
يتكون الأوزون من 3 ذرات من الأكسجين ولا يشكل سوى القليل جداً من غلافنا الجوي، لكن له تأثيراً كبيراً في كوكبنا. وتمتص الطبقة الشبيهة بالملاءة التي تمتد فوق الكرة الأرضية أشد الأشعة فوق البنفسجية ضرراً من الشمس، مما يحمي الحياة على الأرض. يتكون الأوزون في طبقة الستراتوسفير Stratosphere، على ارتفاع 9 إلى 18 ميلاً فوق سطح الأرض، ويتشكل عندما تشطر الأشعة فوق البنفسجية جزيئات الأكسجين العادية، التي تتكون من ذرتين من الأكسجين (O2). وبعد ذلك ترتبط ذرتا الأكسجين الحُرتين بجزيء الأكسجين، فيتشكّل جزيء مكون من ثلاث ذرات أكسجين.
الأوزون الموجود على
مستوى الأرض يضر
بالحياة على كوكب الأرض
لوحظ ثقب الأوزون لأول مرة في أوائل ثمانينات القرن العشرين ووصل إلى أقصى حد له في عام 2006. كان ثقب الأوزون في العام 2022، والذي بلغ ذروته في 5 أكتوبر، أكبر ثقب سجّل منذ عام .2015ولكن العلماء ليسوا قلقين جداً لأن الاتجاه العام يميل إلى التحسن. قال نيومان إن الوضع أسوأ قليلاً هذا العام لأن الطقس كان أكثر برودة قليلاً هذا العام.
طبقة الستراتوسفير الباردة هي بالتحديد ما تحتاج إليه المواد الكيميائية مثل الكلور لتحطيم طبقة الأوزون. خلال شتاء القارة القطبية الجنوبية، يبرد الغلاف الجوي لدرجة كافية لتشكل السحب. وتوفر بلورات الجليد التي تتكون منها هذه السحب سطحاً يمكن أن يتفاعل عليه الكلور مع الأوزون، مثلاً. مع اقتراب الربيع في شهر سبتمبر، تحفز أشعة الشمس فوق البنفسجية هذه التفاعلات. وفي ذروة فصل الصيف، ترتفع درجة حرارة طبقة الستراتوسفير بدرجة كافية لتبخر السحب، مما يزيل السطح الذي تحدث عليه التفاعلات الكيميائية المدمرة للأوزون. وساعدت الاتفاقيات العالمية مثل بروتوكول مونتريال لعام 1987، الذي ينظم إنتاج واستهلاك المواد المستنفدة للأوزون، على إصلاح ثقب الأوزون. وعلى الرغم من زيادة حجم ثقب الأوزون هذا العام، يتفق العلماء عموماً على أن الثقب آخذ بالانكماش.
بقلم: جوانا ويندل