بقلم: إيلسا هارفي
تحت الأمواج تدور ملايين المعارك. ويستخدم كل جندي يعيش في البحر خصائصه الفريدة لصالحه، فلا يتصرف اثنان منها بطريقة متطابقة أبداً. ففي عالم ما تحت الماء المتنوع، قد تكون وجبة سهلة لأحد الأنواع أكبر تهديد لآخر.
من شواطئ المحيط الضحلة إلى أعماقه الداكنة، يعيش أكثر من 200,000 نوع مختلف. ولغالبية هذه الحيوانات، يحمل كل يوم إمكانية أن يكون اليوم الأخير في حياتها. ويمكن أن تؤكل في أي لحظة، حتى أثناء البحث عن طعامها. وسواء كان حوتاً يستخدم حجمه الهائل كسلاح له، أم التكتيكات الدقيقة التي تساعد الأنواع الأصغر على الهجوم، يمتلئ البحر بالصيادين المهرة.
كيف يمكن لحيوان أن يتجنب الهلاك عندما يخرج أعداؤه من الظلمة؟ على الرغم من أن بعض المفترسات تهاجم بشكل غير متوقع، فتفترس هدفاً غافلاً، إلا أن الكائنات البحرية في أحيان أخرى تدرك الخطر الوشيك وتنفذ استراتيجيات للبقاء. وتتجمع بعض الأسماك في أسراب ضخمة، فتتمكن من الانعطاف معاً في الماء بشكل عشوائي، مما يصرف انتباه الصياد عن أي هدف منفرد. غالباً ما يغادر المفترس مع وجبة طعام، لكن كل سمكة لديها فرصة أكبر للنجاة بحياتها. وتختبئ مخلوقات أخرى وتتنكر لإبعاد مصدر التهديد عنها، لكنها إذا اقترفت خطأ واحداً فسينصر المفترس.
تعيش معظم الحياة البحرية في النصف العلوي من البحر، لندرة خيارات الصيد في أعمق المناطق. وعندما تزداد صعوبة اكتشاف الطعام، يتطور الصيادون للصيد ببراعة أكثر، مع أهازيج وعروض ضوئية. ويمثل المحيط دليلاً على أن حتى أجمل المخلوقات وقد تكون أكثر الوحوش دموية.