لا شك في أن مناخنا يتغير – تقول وكالة ناسا إن الأدلة على ذلك لا لبس فيها. يحدث الاحترار الحالي بوتيرة أسرع من أي وقت مضى خلال العشرة آلاف سنة الماضية. ولكن من الصعب التنبؤ بتأثير ارتفاع حرارة العالم على الأعاصير. يرجّح أن يؤثر ارتفاع درجات الحرارة العالمية في الأعاصير؛ لأن الأعاصير الحلزونية المدارية تتغذى بالهواء الدافئ الرطب. ولكن الطبيعة المعقدة لهذه العواصف تجعل من المستحيل معرفة كيف ستتغير بالضبط بمرور الوقت. في المتوسط، تشير الأدلة إلى أن الأعاصير يرجح أن تكون أكثر تواترا وأشد خطورة. وعندما يكون العالم أكثر دفئاً، يزداد الهواء رطوبة، والهواء الرطب يعني هطول أمطار غزيرة. إنها مبادئ كيميائية: كلما زادت سخونة الماء، زاد التبخر. وكذلك تزداد احتمالية حدوث الفيضانات الناجمة عن العواصف مع ذوبان الصفائح الجليدية وتوسع البحار.
5 حقائق عن الصمود في وجه العاصفة
1 تخزين الإمدادات
يوصى بتخزين إمدادات الطوارئ قبل موسم الأعاصير. وتشمل القائمة الطعام والمياه والأدوية والمشاعل والبطاريات والمستندات المهمة
وطفاية حريق.
2 حماية منزلك من الرياح
تقترح قائمة التحقق الخاصة بالسلامة من الأعاصير للصليب الأحمر حماية المنازل عن طريق إزالة أو تثبيت الأشياء في الحديقة، وتغطية النوافذ بمصاريع العواصف وتشذيب الأشجار القريبة.
3 البقاء على اطلاع
توصي وكالة إدارة الطوارئ الفيدرالية بالتسجيل في خدمة التنبيهات المحلية. تخصص خدمة الأرصاد الجوية الوطنية مستوى تحذير لكل عاصفة: تحذير أصفر، وتحذير برتقالي وتحذير أحمر.
4 إعداد قائمة للجرد
يقترح معهد معلومات التأمين Insurance Information Institute إجراء جرد قبل موسم الأعاصير. ويسهل هذا المطالبة بمساعدات الكوارث أو دفعات التأمين في حالة تلف أي شيء.
5 وضع خطة
تقترح الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي وضع خطة طوارئ مع الأصدقاء والعائلة، فهي تساعد على تحديد المكان الذي يجب أن تذهب إليه مسبقاً، وما الذي يجب أخذه وكيفية الوصول إليه.
مقابلة مع عالم بالأعاصير
يتحدث إلينا الدكتور جوردان جي غيرث Jordan J. Gerth، عالم الفيزياء في الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي NOAA، حول استخدام الأقمار الاصطناعية للتنبؤ بالأعاصير.
إلى أي مدى غيرت تكنولوجيا الأقمار الاصطناعية التنبؤ بالأعاصير؟
من الصعب تخيل التنبؤ بالأعاصير من دون استخدام الأقمار الاصطناعية. تُعد الأقمار الاصطناعية أداة أساسية لتتبع العواصف ومراقبة شدتها فوق المحيطات. فمن دونها سيكون المؤشر الوحيد لدينا هو العوامات والسفن، وسيظل هناك عدد كبير من العواصف التي ستفاجئنا عند بلوغها اليابسة، والتي ستكون لها عواقب كبيرة على السكان الذين يعيشون بطول السواحل.
إلى أي مدى تعتمد الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي على بيانات الأقمار الاصطناعية؟
الأقمار الاصطناعية أدوات أساسية لمهمة الإدارة NOAA وقدرتنا على التنبؤ بالطقس. تدير الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي نماذج حاسوبية متطورة تستخدم بيانات الأقمار الاصطناعية كمدخل أساسي لظروف الطقس حول العالم. توفر الأقمار الاصطناعية أكثر من %90 من المدخلات لهذه النماذج. ومن دون معرفة كاملة بأحوال الطقس العالمية، فمن الصعب التوصل إلى تنبؤات وتحذيرات على المستوى المحلي.
هل هناك أوقات تقترح فيها الأقمار الاصطناعية أمراً، لكن الخبرة والغرائز تشير إلى غيره؟
توفر الأقمار الاصطناعية عمليات رصد حيوية، ويدرّب خبراء الأرصاد الجوية على عدم النظر إلى ما وراء البيانات. ومع ذلك، ففي بعض الأحيان، على الرغم من كل ما أحرزناه من تقدم في التنبؤ بالطقس، يصعب التأكد على الفور من الديناميات الداخلية للعواصف عن طريق البيانات المتاحة. في هذه الحالات، يتعين على خدمة الطقس الوطنية الاعتماد على التدريب الصارم وخبرة الزملاء والمحاكاة الحاسوبية للحصول على أفضل التنبؤات.
هل تلوح في الأفق تطورات تقنية يمكنها تحسين التنبؤ بالأعاصير بصورة أفضل؟
نعم! أنشأت الإدارة NOAA برنامج تحسين التنبؤات بالأعاصير Hurricane Forecast Improvement Program (اختصاراً: البرنامج HFIP) بعد الأعاصير المدمرة لعامي 2004 و 2005، مثل إعصار كاترينا، لتحسين الدقة، ومن ثمَّ ثقة الأمريكيين، في التنبؤات بالأعاصير. في الآونة الأخيرة، يؤدي برنامج تحسين التنبؤات بالأعاصير إلى تطوير نظام لتحليل وتوقع الأعاصير لتحسين توقعات الأعاصير مع التقدم في النماذج الحاسوبية. كما تخطط الإدارة NOAA لبعثات مستقبلية بالأقمار الاصطناعية، والتي تتضمن قدرات معززة لرصد الأعاصير، كما تمول مشروعات بحثية لجمع بيانات إضافية باستخدام طائرات صيادي الأعاصير.
هل سيكون التنبؤ بالأعاصير أسهل أم أصعب في ظل التغير المناخي؟
من غير المرجح أن يغير التغير المناخي من إمكانية التنبؤ بالأعاصير، لكنه قد يؤدي إلى أعاصير أقوى. تزداد شدة الأعاصير عادة في ظل انخفاض قص الرياح Wind shear حول العاصفة ودرجات حرارة المياه الدافئة. ففي ظل المناخ المتغير، تشير الأدلة إلى أن درجات حرارة المياه سترتفع.