يمكن للإنسان إنتاج كمية مذهلة تبلغ لترين (نصف غالون) من اللعاب يوميا. ويتألف اللعاب من الماء بنسبة %99.5، فكيف يمكنه أداء العديد من الوظائف المهمة في أفواهنا؟ يكمن الجواب في نسبة %0.5 المتبقية التي تحتوي على مجموعة من الإنزيمات والبروتينات والمعادن والمركبات البكتيرية. تساعد هذه المكونات على هضم الطعام والحفاظ على نظافة الفم.
بمجرد دخول الطعام إلى الفم، تبدأ إنزيمات اللعاب بتكسيره إلى مكوناته البسيطة، في حين توفر أيضا التزليق الذي يمكّن حتى أكثر الوجبات الخفيفة جفافا من الانزلاق بسهولة إلى أسفل الحلق. واللعاب مهم أيضا في صحة الفم والأسنان، لأنه يساعد على حماية الأسنان من التسوس، كما أنه يتحكم في مستويات البكتيريا في الفم من أجل المساعدة على تقليل المخاطر الإجمالية للعدوى. ومن دون لعاب كاف، فلن تكون حركات اللسان والشفتين بالسلاسة نفسها، مما يجعل الكلام صعبا للغاية في الحالات القصوى.
في ظل التقنيات العلمية الحديثة والأبحاث المتقدمة، يمكن أن يكشف لعاب الفرد عن قدر كبير من المعلومات. وقد أظهرت دراسات حديثة أنه يمكن استخدام اختبارات اللعاب لمعرفة ما إذا كان الشخص معرضا لخطر الإصابة بنوبة قلبية، لأنه يحتوي على البروتين المتفاعل CRC. وقد يعد هذا مؤشرا على أمراض القلب عندما توجد مستويات مرتفعة منه في الدم. وتعد اختبارات اللعاب أقل تدخلا بكثير من اختبارات الدم، وتزوّد الأطباء بتقييم تقريبي لصحة قلب المريض. والأكثر من ذلك أن اللعاب يحتوي على المخطط الجيني بأكمله. ويمكن حتى لكميات ضئيلة منه، أي ما يعادل أقل من نصف دمعة، أن توفر عينة فعالة من الحمض النووي والتي يمكن تجميدها وإذابتها عدة مرات دون أن تتعطل.