لأول وهلة، لا يبدو نبات القرّاص اللاذع Stinging nettles (أورتيكا ديويسا Urtica dioica) نباتاً خطيراً بشكل خاص. لكنك إذا لامست أوراقها من قبل، فستعرف جيداً الألم الذي يمكن أن تسببه. ما يعطي نبات القراص قدرته اللاذعة هو مزيج من المواد الكيميائية الموجودة داخل بنى صغيرة تشبه الشعر بطول أوراق النبات. وعندما تتكسر هذه البنى، فإنها تطلق محتوياتها الكيميائية التي تخترق الجلد وتسبب العديد من الأعراض المؤلمة مثل الحكة والتورم والاحمرار. ويحدث تهيّج الجلد الأولي الذي تشعر به عندما يلسعك نبات القراص بسبب الهستامين، وهو المسؤول أيضاً عن إحداث ردود الأفعال التحسسية الأخرى.
مثل العديد من النباتات الأخرى، طور نبات القراص قدراته اللاذعة كآلية دفاعية ضد الحيوانات العاشبة مثل الغزلان والأرانب. سمُّ نبات القراص ليس قوياً بما يكفي لإلحاق أذى جسيم بالحيوانات العاشبة الجائعة – فهو يكتفي بإعطائها درساً لتجنب نبات القراص.
يشيع وجود نباتات القراص اللاذعة حول الأسيجة النباتية Hedgerows والغابات والحقول، وهي أكثر بكثير من مجرد نباتات لاسعة، لأنها تؤدي أيضاً دوراً مهماً في نظامها الإيكولوجي. فالفراشات، مثلاً، تستخدم نبات القراص كمكان لوضع بيضها، وتستخدم حشرات الدعسوقة والمنّ نبات القراص كمأوى وكمصدر للطعام المغذي.
هل تعمل أوراق الحماض البري حقاً؟
يُعتقد منذ فترة طويلة أن الإمساك بأوراق الحُماض البري Dock leaf وفركها على الجرح بعد لدغة نبات القراص سيساعد على تخفيف الألم. تُفرز نباتات الحُماض، المعروفة أيضاً بالحُماض المر (رومكس أوتوسيفوليوس Rumex utusifolius)، عصارة تحتوي على مضادات الهستامين لمكافحة آثار لسعات نبات القراص. لكن لا يوجد دليل على وجود مضادات الهستامين هذه، أو امتلاكها لخصائص كيميائية علاجية. وكذلك استُشهد بتأثير الدواء الغُفل (الوهمي) Placebo effect كتفسير محتمل لسبب اعتقاد البعض بأن أوراق الحُماض تساعد على علاج الشعور بالوخز وتقليل الإحساس بالألم.
قد توفر عصارة أوراق الحُماض بعض الراحة عن طريق التبريد التبخيري Evaporative cooling. عندما تتبخر عصارة الحُماض فوق اللدغة، قد يشعر الجلد تحتها بإحساس بالبرودة يخفف بعضاً من التهيج الجلدي الحارق.
بقلم: إيلسا هارفي