كيف يعمل نقل الدم
تحتاج أجسادنا إلى الدم لتوصيل الأكسجين والمغذيات وإزالة الفضلات، فكيف نحصل على المزيد منه عندما ينخفض مستواه لدينا بشكل خطير؟
عندما يفقد الشخص الدم بسبب الإصابة أو المرض، مما يمنع الجسم من العمل بشكل فعال، قد تدعو الحاجة إلى الحصول على دم من شخص آخر. يتم ذلك بنقل الدم Blood transfusion. تعتمد عمليات نقل الدم على ملايين من عمليات التبرع بالدم حول العالم، والتي تصنف حسب أنواع الدم التي تتطابق مع الفصيلة المحددة لدم مريض بعينه لتقليل فرصة رفض الجسم لها.
يتبرع المتبرعون بالدم بنحو 470 مل من الدم في كل عملية تبرع – وهو نحو %8 من متوسط حجم دم الشخص البالغ – والذي يستغرق ما بين 5 إلى 10 دقائق. يُختبر الدم للتأكد من أنه ينتمي إلى فصيلة الدم الصحيحة وليس به أثر للمرض. نظراً لأن الرجال عموماً لديهم نسبة حديد في الدم أكثر من النساء، يمكنهم التبرع بالدم كل 12 أسبوعاً، في حين تحتاج النساء إلى الانتظار لمدة 16 أسبوعاً بين كل عمليتي تبرع. لا تتطلب جميع عمليات نقل الدم استخدام دم فرد منفصل. تحدث عمليات نقل الدم الذاتيةAutologous ، أو التبرع الذاتي بالدم، عندما يتبرع المريض بالدم لنفسه لاستخدامه في المستقبل، وعادة ما يكون ذلك لجراحة مخطط لها مسبقاً، والتي يتوقع فيها أن تبلغ نسبة الدم المفقود %20 أو أكثر. وتشتمل بعض الأمثلة على هذه العمليات زراعة الأعضاء واستبدال المفاصل وجراحات القلب.
أنواع عمليات النقل
تُجرى عمليات نقل الدم عادة بسبب الحاجة إلى زيادة كمية مكوّن معين في الدم. تشمل الأنواع الرئيسية لنقل الدم نقل كريات الدم الحمراء والصفيحات الدموية والبلازما والدم الكامل. كريات الدم الحمراء Red blood cells هي أكثر كريات الدم شيوعاً وتؤدي دوراً حيوياً في توصيل الأكسجين إلى جميع أنحاء الجسم. عندما يتعرض مريض لفقدان كبير للدم بسبب إصابة أو كأن يعاني فقرَ الدم Anaemia – وهي حالة تؤدي إلى انخفاض عدد كريات الدم الحمراء في الجسم – تُنقل كريات الدم الحمراء. ويحتاج بعض مرضى فقر الدم إلى هذا الإجراء كل بضعة أشهر. الصفيحات الدموية Platelets هي خلايا كبيرة في الدم، والتي تتجمع معاً عندما تنزف الأنسجة، فتشكل خثرة Clot لمنع فقدان كمية كبيرة من الدم. المرضى الذين يعانون انخفاضَ عدد الصفيحات الدموية، مثل مرضى العلاج الكيماوي الذين تعرضوا لتلف نخاع العظم، حيث تتشكل الصفيحات الدموية، هم الأقرب احتمالاً لتلقي هذا النوع من نقل الدم. أما عمليات نقل البلازما Plasma؛ فتنطوي على حقن هذا المكون السائل من الدم في المرضى المصابين بحروق شديدة أو بفشل الكبد. يحافظ هذا على ثبات ضغط الدم لدى مرضى الحروق، ويقلل الصدمة، ويستعيد بروتينات البلازما لدى المصابين بفشل الكبد، وهو العضو الذي تُنتج فيه. تخصص عمليات نقل كامل الدم لأشد حالات فقدان الدم، حيث يلزم تعويض جميع مكونات الدم.
ما فصائل الدم التي يمكنك تلقيها؟
تغطى كل خلية في الجسم بجزيئات تسمى المستضدات Antigens، والتي تعمل كعلامات تعريف لإبلاغ الجهاز المناعي بالخلايا التي تنتمي إلى الجسم وتلك الغازية. عندما يواجه الجسم مستضدات غريبة، تفعّل استجابة مناعية للقضاء على هذه الخلايا التي قد تكون ضارة. يعمل دمك بالطريقة نفسها، حيث تحتوي كريات الدم الحمراء لكل شخص على نوع معين من المستضدات بناءً على جيناتها. يمكن تصنيف هذه إلى 4 فصائل دم رئيسية: A وB وAB وO. العامل التالي الذي يجب مراعاته في عمليات نقل الدم هو وجود بروتين ريسوس Rh على كريات الدم. إذا كان هذا البروتين موجوداً، يمتلك الشخص فصيلة دم موجبة، في حين تفتقر فصيلة الدم السالبة إلى هذا البروتين. الأكثر شيوعاً هو وجود هذا البروتين، لكن نقصه لا يؤدي إلى المرض. نظراً لأن كل من فصائل الدم الأربعة يمكن أن يكون موجباً أو سالباً، فهناك إجمالاً 8 فئات عامة.
