كيف ترتقي في الهواء
حصل ريك إدواردز على درجة جامعية في العلوم الطبيعية من جامعة كيمبريدج قبل أن يصبح صحفياً ومذيعاً ومؤلفاً
تخيل عالماً لم تعد فيه العجلات ضرورية، والذي يمكن فيه توصيل الدواء باليد إلى داخل الجسم، وترتفع المباني فوق سطح الأرض عند وقوع زلزال- أي عالم تكون فيه الجاذبية اختيارية. وقد يكون هذا العالم الافتراضي أقرب مما نظن، كما اكتشف مقدم البرامج التلفزيونية والمؤلف ومضيف البودكاست ريك إدواردز Rick Edwards، في فيلم نُشر على اليوتيوب من إنتاج أستوديوهات هيئة الإذاعة البريطانية BBC Studios. ويتتبع فيلم «حد العلم» The Edge of Science إدواردز وفريقاً من صناع المحتوى المشهورين على اليوتيوب، بمن فيهم المخترع كولين فورز Colin Furze وخريجة قسم الفيزياء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، ديانا كاورن Dianna Cowern، أثناء محاولتهم تحقيق المستحيل على ما يبدو: الصعود البشري Human levitation. ومن الارتفاع في الهواء بفعل الصوت إلى استخدام مواد فائقة التبريد لصنع لوح طائر Hoverboard نابع مباشرة من أدب الخيال العلمي، يسلط إدواردز بعض الضوء على ماهية الطفو في الهواء.
خلال حياتك المهنية، سلكت العديد من السبل في العلوم. فـما الذي ألهمك لتقصي العلوم الكامنة وراء الارتفاع في الهواء؟
لطالما كنت مفتوناً بأجزاء العلم التي يمكن وصفها على نحو مهذب بأنها «هامشية»- تلك المساعي التي يسخر منها العلماء الآخرون قليلاً؛ الأبحاث التي تثير الجدل والسخرية. وإذا كان تاريخ التقدم العلمي يخبرنا بأي شيء، فهو أن تلك هي المجالات التي تنبع منها الحداثة والتقدم. فعلى الرغم من أنه من الواضح أن معظم هذا هراء، فالارتفاع في الهواء هو واحد من تلك الأمور التي يبدو أن الجميع، من ذوي التوجهات العلمية أو غير ذلك، لديه فكرة واضحة عنه، وإحساس قوي بأنه مجرد مجال للأوهام والخداع. وهذا ما جعله جذابا للغاية بالنسبة إلي، لأنني كنت أعرف أن هناك بعض الأشياء التي ستفاجئ الناس حقاً.
خلال العرض الخاص، تتحدث إلى الخبراء وصانعي المحتوى على يوتيوب لمعرفة المزيد عن عالم الصعود. فـما أكثر ما فوجئت باكتشافه حول تطبيقاته الحالية والمستقبلية؟
صدقاً، لقد دخلت الموضوع ولا أعلم شيئاً عن تطبيقات الصعود – ظننت أنه سيكون رائعاً فحسب! لكن سرعان ما علمت بأن تطبيقاته المحتملة هائلة. فـمن «الملقط الصوتي» الذي قد يسمح بتوصيل الأدوية بدقة دون الحاجة إلى فتح جسد المرء إلى ابتكارات الموصلات الفائقة التي ستُحدث ثورة في كفاءة استهلاكنا للطاقة.
أثناء التصوير، ما أكبر التحديات والعقبات التي كان عليك التغلب عليها لتحقيق هدفك في الصعود؟
إنه أمر محرج بعض الشيء، لكن أكبر عقبة واجهت صعودي في الهواء كانت ببساطة أنني ضخم الجسم- فطولي 167 سم ووزني 100 كغم . وكان سيكون أسهل بكثير، لأسباب واضحة، لو كنت أقل حجماً. عندما أخبرنا الرجال الذين صمموا وبنوا اللوح للطيران لأول مرة حاملا وزني، تنهدوا بصوت مسموع. ولحسن الحظ، تمكنوا من إنشاء مسار ولوح بقوة كافية لتحمل وزني!
كيف كان شعورك عندما وقفت أخيراً على لوح التزلج وهو يرتفع عن الأرض، وكيف تصف التجربة؟
يبدو الأمر غريبا بعض الشيء. ويبدو الأمر أشبه بالوقوف على لوح تزلج غير مستقر جداً، ولا يمكن لدماغك حساب ما يحدث حقاً. بالطبع، لا يمكنك أن ترى أن هناك هواء واضحاً بينك وبين المسار، لذلك يفترض عقلك أنك يجب أن تكون متوازناً على شيء ما، وليس محصوراً في مجال مغناطيسي بالغ القوة، فهو أمر غير بديهي. وردة فعل أي شخص آخر هي ما يكشف الأمر حقاً- عندما يحتفلون ويخبرونك بأنك تصعد!
كيف يمكنك تلخيص الرحلة من التحضير لفيلم «حد العلم» إلى رؤية المشروع النهائي؟
إنه أمر مضحك- لقد شعرت بالقلق الشديد طوال الرحلة. الفكرة هي أن هذه ستكون سلسلة وأنني سأستمر باستكشاف علوم جديدة ومثيرة وغريبة، فشعرت بالقلق من أننا قد نعد أنفسنا للفشل بسبب الوعود المفرطة في الحلقة الأولى. وكانت هناك نقاط عديدة بطول الطريق حيث فكرنا جميعاً: «لست متأكداً من أننا سنتمكن من تنفيذ حيلة الصعود هذه». ولذلك عندما فعلنا ذلك، بعد الإثارة الأولية، أحسست بشعور غامر من الارتياح!