فراخ الكندور“ تولد عذرياً”
أبلغ علماء عن أول ”ولادات عذرية“ virgin births معروفة في نسور الكندور الكاليفورني :California condors فقد فقس فرخان من دون أن يشارك أي ذكر في تخصيب البيض. توصل الباحثون أخيراً إلى اكتشاف غير متوقع مُفاده أن جينومَي Genomes هذين الطائرين لا يحتويان على الحمض النووي DNA من ذكور الكندور. جعل هذا من الكندورين العديمي الأب مثالين نادرين لنوع من التكاثر اللاجنسي يسمى التوالد العذري .Parthenogenesis
في أثناء التوالد العذري، يحدث التطور الجنيني العفوي من دون إخصاب .إنه أمر نادر الحدوث، لكنه لم يُسمع به في الزواحف والأسماك .وفي حين وثق العلماء حدوث التوالد العذري في الطيور الداجنة كالديوك الرومية والدجاج، يُعَد هذا أول مثال على ”الولادة العذرية“ التي أنتجت فراخاً حية في مجموعة من نسور الكندور البرية .يتسم اكتشاف هذه الاستراتيجية الإنجابية العديمة الذكور في الكندور الكاليفورني غيمنوغيبس كاليفورنيانوس (Gymnogyps californianus) بأهمية بالغة، لأن هذا النوع كان قبل بضعة عقود فقط يقترب على نحو خطير من الاختفاء من البرية.
في ثمانينات القرن العشرين، لم يتبقَّ في البرية سوى أقل من عشرين من نسور الكندور، لكن جهود الحفظ الحثيثة وبرامج الاستيلاد استعادت الكندور من حافة الانقراض. في العام ،2020 كان هناك 504 من طيور الكندور، من بينها 329 طيراً برياً، وهي ”تطير حرة“. ومع ذلك لا يزال النوع مهدداً بالانقراض .ولذلك فاكتشاف أن الكندور يمكنه التكاثر اللاجنسي- مما قد يزيد من فرص النوع في إنجاب النسل- هو أمر مهم جداً.
على مدار الثلاثين سنة الماضية، فَهرَس الباحثون بيانات الحمض النووي DNA لكل كندور كاليفورني- أكثر من 1,000 طير إجمالاً- وجمعوا هذه المعلومات في قاعدة بيانات. ويُجري العلماء الذين يدرسون الكندور تحليلات جينية للطيور بانتظام لتحديد العلاقات بينها، مما يمكنهم من استيلاد نسور الكندور بحيث تحافظ مجموعاتها على التنوع الجيني. قالت سينثيا شتاينر Cynthia Steiner، المديرة المشاركة للوراثيات الحفظية في تحالف حديقة حيوان سان دييغو للحياة البرية ،San Diego Zoo Wildlife Alliance إن هذا النهج يساعد على منع تزاوج الأقارب ويحول دون ظهور الاضطرابات الموروثة مثل ضمور الكندور، ”الذي يتسم بتشوهات في الأجنة ووفيات الأجنة في مرحلة متأخرة من نموها“.
لكن عندما حلل الباحثون الأنماط الجينية لاثنين من ذكور الكندور في قاعدة البيانات- وكانا أُطلقا في البرية لكنهما نفقا الآن- لاحَظوا شيئاً شديد الغرابة: لا تتطابق المعلومات الجينية للطيرين إلا مع الأنثيين اللتين فقسا منهما. وفقاً لقاعدة البيانات، لا يوجد ذكر مؤهل ليكون أباً محتملاً.
قالت شتاينر: ”عندما تتكاثر الحيوانات جنسياً، تساهم الإناث والذكور في البنية الجينية للنسل بالتساوي. لكن في طيري الكندور هذين، لم نتمكن من اكتشاف أي مساهمة آتية من أي ذكر في قاعدة بياناتنا. مثلت تلك علامة تحذير“. كان أحدُ الاحتمالات التي فكر فيها العلماء وجودَ خطأ في الاختبارات الجينية للطيور، لذلك كرروا العملية، لكن النتائج لم تتغير.
قالت شتاينر :”عند تلك النقطة، كان الأمر أشبه بلحظة اكتشاف عندما وجدنا أن التوالد العذري كان احتمالاً قائماً. الطريقة الوحيدة التي يمكننا من خلالها تفسير الأنماط الجينية لهذين الطيرين كانت هي مساهمة الإناث بنسبة ،%100 من دون مساهمة ذكورية“.
ستكون فراخ كندور المولودة بالتوالد العذري ذكوراً فقط، لأنه لا يمكن تشكُّل سوى اثنين فقط من الكروموسومات الجنسية المتطابقة في أثناء هذا النوع من التكاثر اللاجنسي. في نسور الكندور تمتلك الإناث كروموسومات جنسية غير متطابقة. قالت شتاينر: ”تستخدم كروموسومات تحديد الجنس المختلفة في الطيور والبشر: نظام XX/ XY (أنثى/ ذكر) في البشر مقارنة بنظام ZW/ ZZ ((أنثى/ ذكر) في الطيور“. عندما تُخصب أنثى الكندور بيضها، فإن النسل الناتج يحتوي على كروموسومات WW- فالصيغة ZZ ليست احتمالاً متاحاً. بمرور الوقت أنجبت والدتا هذين الطيرين عديداً من الفراخ بالتكاثر الجنسي، لكن هناك حاجة إلى مزيد من الدراسات لتحديد العوامل التي أدت بهما إلى التكاثر اللاجنسي.