شرح مرض آلزهايمر
كيف يؤدي هذا المرض التنكسي إلى انكماش خلايا الدماغ تدريجياً وكيف يُعالج حالياً
مرض آلزهايمر (تنطق آلزايمر) Alzheimer’s disease هو الشكل الأكثر شيوعاً للخرف Dementia، وهو مرض تنكسي يؤدي إلى فقدان الوظائف الإدراكية، مثل الذاكرة أو التفكير النقدي. تشير التقديرات إلى أن ما لا يقل عن 55 مليون شخص حول العالم مصابون بمرض آلزهايمر أو أي نوع آخر من أشكال الخرف. اكتشف العلماء اكتناف بروتينين اثنين في إحداث مرض آلزهايمر، وهما النشواني Amyloid وتاو Tau.
في الدماغ السليم، تكسّر الإنزيمات بروتينات النشواني وتزيلها. ولكن في مريض آلزهايمر، يُسمح لهذه البروتينات بالتراكم وتشكيل كتل تسمى اللويحات Plaques. يمكن للويحات النشواني بعدئذ أن تستقر بين الخلايا الدماغية المعروفة بالعصبونات Neurons فتثبط وظائفها أو تعطلها. وكذلك تتجمع بروتينات تاو معاً فيما يسمى ”التشابك الليفي العصبي“ Neurofibrillary tangle بداخل العصبونات.
داخل العصبون السليم، يرتبط بروتين تاو ببنى تسمى الأنيببات Microtubules، التي تتمثل وظيفتها في نقل المغذيات حول الخلية للدعم الجسدي. أما بداخل دماغ المصاب بمرض آلزهايمر، تنفصل بروتينات تاو عن الأنيببات، فتتجمع معاً مشكلة خيوطاً طويلة. تمنع تشابكات تاو هذه نقل الإشارات عبر العصبونات وتوقف التواصل داخل أجزاء معينة من الدماغ.
في البداية، يؤثر مرض آلزهايمر على الأجزاء المعنية بالذاكرة في الدماغ، مثل الحصين Hippocampus، ثم ينتشر عبر القشرة المخية لتعطيل وظائف اللغة والتفكير والسلوك الاجتماعي. بمرور الوقت، ومع استمرار تلف العصبونات وتدميرها بسبب المرض، يبدأ الدماغ يذوي ويتقلص حجمه، وهو ما يُعرف بالضمور الدماغي Brain atrophy.
ليس العلماء متأكدين تماماً من سبب اضطراب عمل بروتينات النشواني والتاو ولا بخصوص محفزات الإصابة بالخرف. تؤدي العوامل الوراثية دوراً رئيسياً في ظهور المرض، لكن لا يوجد جين واحد مسؤول عنه. يرتبط بمرض آلزهايمر مزيج من أكثر من 70 منطقة وراثية داخل الحمض النووي DNA البشري. وكذلك رُبطت بالمرض عوامل بيئية مثل زيادة مستويات الألومنيوم والتعرض للفيروسات والسموم الغذائية.
الرجل الذي يقف وراء الاسم
كان عالم التشريح العصبي الألماني ألويس آلزهايمر Alois Alzheimer أول من وصف الحالة التي حملت اسمه فيما بعد. في عام 1906، وصف آلزهايمر لأول مرة ”عملية مرضية وخيمة وغريبة تصيب القشرة المخية“ بعد دراسة دماغ مريضة تبلغ من العمر 50 عاماً عانت من مشكلات عديدة تتعلق بالصحة العقلية خلال الخمس سنوات الأخيرة من حياتها، بما في ذلك جنون العظمة والارتباك وفقدان الذاكرة. بعد تشريح جثة المرأة، فحص آلزهايمر مادة دماغ المريضة فاكتشف كتلاً من اللويحات والتشابكات الليفية، والتي أرجع إليها سبب ضعف الوظائف الإدراكية للمريضة. وكذلك كانت القشرة المخية لدماغها أرق من القشرة المخية السليمة. لم تحظ أبحاث آلزهايمر باهتمام كبير حتى عام 1910، عندما نشر زميله الطبيب النفسي الألماني إميل كريبيلين Emil Kraepelin اسم المرض في الطبعة الثامنة من كتاب دليل الطب النفسي .Handbook of Psychiatry
الخامسة والأربعين واحدة من كل 5 نساء وواحداً من كل 10 رجال.
أدوية قيد التطوير
لا يوجد علاج شاف لمرض آلزهايمر في الوقت الحاضر، لكن هناك العديد من العلاجات والأدوية المصممة لإبطاء تقدمه. أحد الأسلحة الواعدة ضد مرض آلزهايمر قيد التطوير حالياً يسمى دونانيماب Donanemab. في يوليو 2023، أصدر الباحثون نتائج تجربة المرحلة الثالثة للعلاج بعقار دونانيماب. وجد الباحثون أن الدواء أبطأ تدهور الذاكرة بنسبة 35% لدى المشاركين في الدراسة المصابين بمرض آلزهايمر ذي البداية المبكرة.
لكن عقار دونانيماب لم يكن فعالاً بين مرضى آلزهايمر في مراحله المتأخرة، حيث كانت مستويات بروتين التاو مرتفعة. يعمل دونانيماب عن طريق تعليم الخلايا المناعية في الجسم مهاجمة وإزالة لويحات النشواني التي تراكمت في الدماغ. وثّقت الدراسة اختفاء النشواني من أدمغة 75% ممن تناولوا الدواء بحلول نهاية التجربة. لا يتوفر عقار دونانيماب بعد للاستخدام في المملكة المتحدة، وسيخضع للتقييم من المجالس التنظيمية والمعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية National Institute of Health and Care Excellence (اختصاراً: المعهد NICE) على مدى السنوات القليلة المقبلة.
بقلم: سكوت داتفيلد