إذا ظننت أن أعماق البرك والبحيرات قد تكون آمنة من هذه المخلوقات ذات الثماني أرجل، فاعلم أن عنكبوت الجرس الغاطس هناك لتعكير صفو السلام. وتسمح التكيفات المذهلة لهذا العنكبوت بقضاء معظم حياته تحت الماء. ويعيش نوع العناكب المائية Argyroneta Aquatica في البرك والممرات المائية البطيئة التدفق عبر أوروبا وشمال آسيا، وتستخدم شبكتها بمثابة “جرس غاطس” – وهو المبدأ الذي يفترض أن الإسكندر الأكبر اختبره أول مرة في عام 332 قبل الميلاد. ويبني العنكبوت المائي شبكة تحت الماء، ويثبتها في النباتات بغرض تأمينها. وبعد ذلك يقوم بعدة رحلات إلى السطح، فيحتجز فقاعات الهواء بين الشعيرات المتخصصة على أرجله. وبعد ذلك يغطس العنكبوت مجددا تحت الماء لملء شبكته بهذه الفقاعات.
وكان من المعتقد فيما مضى أن العنكبوت وباستمرار سيزوِّد الشبكة بالهواء، لكن الأبحاث الحديثة أظهرت أنه بمجرد امتلائها، يمكن للعنكبوت البقاء بشكل مريح في الشبكة طوال اليوم (طالما أنه ليس مفرط النشاط)، وذلك لأن الشبكة تعمل كخياشيم الأسماك تقريبا.
ومع استهلاك العنكبوت الأكسجين، تسحب الشبكة مزيدا من الأكسجين المذاب من المياه المحيطة بها، وكذلك تبدّد نفايات ثاني أكسيد الكربون.
ولولا انتشار النيتروجين الذي يتسبب في انكماش الشبكة، لتمكّن العنكبوت من البقاء هناك إلى أجل غير مسمى. ومع ذلك، فإن الجرس الغاطس يسمح لتلك العناكب بالصيد، والتغذي، والتزاوج ووضع البيض وهي مغمورة في الماء تماما.