التكنولوجيا الواقعية لحرب النجوم
يمكن لتكنولوجيا الخيال العلمي المستقبلية أن تغير حياتنا
على الرغم من وقوع حرب النجوم “منذ فترة طويلة، في مجرة بعيدة للغاية”، فالكون الذي صنعه جورج لوكاس يحتوي على بعض التقنيات الأكثر تقدما على الإطلاق في صناعة السينما. ويرغب جميعنا في امتلاك روبوتات BB-8 الخاصة بنا، ولا يزال السيف الضوئي lightsaber هو السلاح الأمثل. فقد عكف العديد من الشركات على تنفيذ اختراعات جديدة لا تختلف كثيرا عن الدرويدات Droids، والهولوغرامات ) الصور ثلاثية الأبعاد) وأسلحة الليزر المستخدمة في تلك الملحمة. تعني هذه التطورات المثيرة أن معظم التكنولوجيا التي شاهدناها في الأفلام تُصبح الآن حقيقة واقعة. وتعمل الأطراف الآلية بسرعة على تحسين الأطراف الاصطناعية؛ ويمكن لأسلحة الليزر أن تغير مسار الحروب؛ و من المحتمل أن تُحدث الهولوغرامات ثورة في الاتصالات. ولكن ليس كل الاختراعات الجديدة تشبه نظيراتها في حرب النجوم. فالشعاع الجرار، على سبيل المثال، سيكون أصغر في واقع الحياة، وسيستخدم لمساعدة الجراحين بدلا من القبض على سفن الفضاء. واصلْ القراءة لمعرفة المزيد عن التكنولوجيا الواقعية التي ظهرت في فيلم الخيال العلمي Rogue One.
الهولوغرامات
توشك التكنولوجيا الهولوغرافية الواسعة النطاق على الظهور، وقد تمثل الخطوة التالية في مجال الاتصالات.
على الرغم من أننا لم نتوصل بعد إلى الشاشات الهولوغرافية المتطورة المستخدمة في حرب النجوم، فقد أحرزنا تقدما كبيرا في السنوات الأخيرة، ويمكن لرسالة هولوغرافية من جميع أنحاء المعمورة أن تصبح حقيقة واقعة قريبا.
تعرض الصورة الهولوغرافية جسما في ثلاثة أبعاد، من دون أن يحتاج المشاهد إلى ارتداء نظارات خاصة. لصنع صورة هولوغرافية، ينقسم ضوء الليزر إلى شعاعين: شعاع مرجعي، وشعاع شيئي. ويتحرك الشعاع المرجعي reference beam من دون انقطاع إلى الفيلم الهولوغرافي، لكن الشعاع الشيئي object beam يتبعثر بفعل الشكل غير المنتظم للجسم. عندما يجتمع الشعاعان مرة أخرى في الفيلم، فهما يتفاعلان لصنع نمط من الموجات المميّزة لهذا الجسم. ويُسجَّل هذا النمط على الفيلم الذي يمكن استخدامه لاحقا لعرض نسخة هولوغرافية للجسم. تأخذ نظارات مايكروسوفت هولولنس HoloLens هذا المبدأ الأساسي إلى مستوى أبعد، مستخدمة شاشات هولوغرافية تتحرك في الوقت الحقيقي. وتصف الشركة الأمريكية اختراعها بأنه “واقع مختلط”، لتمييزه عن كل من الواقع المُعزَّز والواقع الافتراضي. ويرتدي المستخدم سماعة الرأس وتبثّ نظارات الهولولنس صورا رقمية إلى الحياة عبر مجموعة من الكاميرات الهولوغرافية. ويمكن لهذه الآلية أيضا أن تلتقط بدقة وأن تُعيد بناء جميع تفاصيل جسم الإنسان. وللمقارنة، فإن مستشعرات الحركة مثل مايكروسوفت كينيكت Kinect تركّز على الهيكل العظمي فقط. تُطلق مايكروسوفت على هذا اسم “الانتقال الهولوغرافي” Holoportation الذي يمكن أن يُحدث ثورة في كيفية التواصل عبر المسافات الطويلة.
الآليون (الدرويدات)
مع تطور الروبوتات الذكية، إلى أي مدى يمكن أن يأخذنا الذكاء الاصطناعي؟
في حرب النجوم تأتي الدرويدات في جميع الأشكال والأحجام، من جنود المشاة الروبوتيين إلى الدرويد الأليف BB-8. أما على الأرض، فالروبوتات الموجودة مبرمجة بقدر أقل من الذكاء، لكن حدثت تطورات ترفع من مستويات الذكاء الاصطناعي الروبوتية. فهناك الروبوت شبه البشري أسيمو Asimo الذي يمكنه فهم العواطف والأفعال، وبيبوت PIBOT الذي يتعلم قيادة الطائرات. وستفيد الروبوتات في استكشاف الفضاء أيضا، إذ صممت وكالة “ناسا” الروبوتين سفير SPHERE وروبونوت تو Robonaut2 لأداء المهام في حالة الجاذبية الصغرى على متن محطة الفضاء الدولية. تتولى الروبوتات ببطء مزيداً من المسؤوليات، ومع إجراء تعديلات إضافية، فمن الممكن أن تصبح أقل اعتمادا على البشر، باستخدام الذكاء الاصطناعي الذي يجاري درويدات مثل C-3PO و R2-D2.
عربات لاندسبيدر
سافر مثل تاتوين على متن تلك المركبات الحوامة
أيرو-إكس Aero-X هو اختراع جديد ومثير يشبه العربة سكاي ووكر التي قادها لوك بسرعة جنونية. ويُتحكَّم في العربة الحوامة التي تتسع لشخصين مثل الدراجة النارية تماما، وقد صُمِّمت لإجراء عمليات البحث والإنقاذ، فضلا عن الزراعة وتربية المواشي. فهناك عربة مماثلة هي الدراجة الحوامة هوفر من إنتاج مالوي للطيران. ومن المتوقع لهذا المشروع الطموح أن يتمكن من أن يحوم على ارتفاعات تقترب من 3000 متر. وستستخدِم الدراجة الحوامة نظاما للطيران عن طريق الاتصال Fly-by-wire، والذي يستخدم نبضات كهربائية لإرسال التعليمات من لوحة القيادة إلى المحرك. تَستخدم جميع هذه المركبات مراوح لكي تتمكن من الطيران، لكن استخدام تصاميم أخرى يعمل على تغيير البنية التحتية أسفلها. تستخدم تكنولوجيا الرفع المغناطيسي Magnetic levitation، أو ماغليف، بالفعل في خطوط السكك الحديد في عدد من البلدان. فتعمل مغناطيسات كهربائية قوية في الأرض على دفع العربة، مما يجعلها تحوم.
الأسلحة الليزرية
قد تُستخدم في المعادك قريبا قاذفاتٌ تطلق أشعة قوية من الضوء.
أظهر الجيش الأمريكي استخدامه لأسلحة الليزر في عام 2010 عند إسقاط أربع طائرات من دون طيار ) درونات) بواسطة سلاح يعمل بالطاقة الموجهة على متن حاملة الطائرات بونس USS Ponce . يمكن لأسلحة الليزر أن تحل محل الصواريخ في بعض الاستخدامات، وجارٍ أيضا اختبارها على الأرض في عربات سترايكر المدرعة، وفي الهواء على الطائرات AC-130.
كيف تعمل الطائرة إكس-وينغ؟
أدى الشكل غير العادي للطائرة ستارفايتر التي تنتجها شركة ريبيل آليانس إلى جعل كثيرين يتساءلون عما إذا كانت ستطير بالفعل في الحياة الحقيقية. لا تتمتع الطائرة بخصائص أيروديناميكية قوية، كما إن محركيها والأسلحة المثبتة على جناحيها ثقيلة جدا، مما يسبب كثيرا من السَحْب غير المرغوب فيه لو طارت فوق الأرض. ومع ذلك، فإن جناحيها يشبهان السطحين ذواتيهما، وهو نوع من التصميم أثبت نجاحه عمليا.
وفي نهاية المطاف، من الممكن لطائرة إكس وينغ واقعية أن تطير ما استمر التحكم فيها حاسوبيا. من دون أي مساعدة حاسوبية، و ستكون قيادتها غاية في الصعوبة. وبالنظر إلى أن الطائرة إكس وينغ تفتقر إلى الذيل، فسيكون من الصعب على الطيار الحفاظ على استقرارها في الهواء. ففي الطائرات التقليدية، يوجد مركز الضغط خلف مركز الثقل، مما يساعد على الحفاظ على مسار الطيران مستويا، لكن هذه ليست الطريقة التي تُصمّم لطائرة إكس وينغ. إن أقرب تصميم لدينا حاليا للطائرة “رد سكوادرون” هو الطائرة بوينغ X-48B بنمطها الذي يدمج الجسم في الجناح.
السيوف الضوئية
حلم العديد من مشجعي حرب النجوم بامتلاك سلاح زجيديس الخاص بهم.
اقترح العلماء عدة طرق لمحاكاة السيف الضوئي Lightsaber الأسطوري. وتتضمن إحدى الطرق تسخير الحالة الرابعة للمادة، أي البلازما، وهي غاز مؤين تنفصل فيه الذرات إلى إلكترونات سالبة الشحنة وأيونات موجبة الشحنة. من الناحية النظرية، يمكن لهذه المادة المفرطة الحرارة أن تقطع المعادن، لكن تنفيذ ذلك يتطلب كمية هائلة من الطاقة– مما سيجعله أكثر حرارة مما يمكنك الإمساك به في يدك.
وهناك فكرة أخرى هي استخدام أشعة الليزر. وقد اكتشف العلماء في جامعة هارفارد ومعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أنه يمكن تحفيز الفوتونات على التفاعل بعضها مع بعض. وبعد ربطها بذرات الروبيديوم في غرفة مُفرغة من الهواء عند درجة حرارة الصفر المطلق تقريبا، وجد أنها تتجمع لتشكل جزيئات. وسيسمح هذا لأشعة الليزر بالاصطدام وليس مجرد المرور بعضها عبر البعض الآخر. ثمة عيب محتمل هو أن الليزر يمكن عكسه بسهولة، ومن ثم كل ما سيحتاج إليه خصمك هو مرآة، ومن ثم يمكنه رد السيف الضوئي عليك!
الشعلة تك TEC هي أداة اختراق محمولة تخترق المواد بطريقة مشابهة للسيف الضوئي. وبعد تطويرها من قبل شركة المواد والمنتجات الطاقوية energetic، أصبحت تحتوي على خراطيش الثيرمايت Thermite التي تحترق عند 2800 درجة مئوية، والتي هي قوية بما فيه الكفاية لقصّ الصلب. ويمكنها قطع مفصلات الأبواب، والأقفال والسلاسل خلال بضع ثوان، ومن ثم يمكمنها أن يمثل أداةً قيمة للشرطة والجيش أثناء تنفيذ عمليات الإنقاذ.