الابتكارات والاختراعات
ابتكر الإغريق العديد من الآليات والنظم الذكية التي لا تزال تستخدم حاليا.
من دورة الألعاب الأولمبية إلى الديمقراطية، كان للحضارة اليونانية تأثير كبير في الغرب. فقد وضع البابليون الخرائط الأولى، لكن الإغريق هم من كانوا رواد دراسة علم رسم الخرائط. ورسم الفيلسوف أناكسيماندر أول خريطة للعالم، وانقسمت إلى قسمين : أوروبا وآسيا. فقد أحدث الإغريق أيضا ثورة في علم الهندسة مع نظرية فيثاغورس وتنقيح قيمة الباي pi (النسبة بين طول محيط الدائرة و قطرها).
وقبل الإغريق، عزت الحضاراتُ القديمة المرضَ إلى غضب الآلهة. وبينما ظل الإغريق يؤمنون بالانتقام الإلهي، قام أطباء مثل أبقراط بملاحظة المرضى الذين يعانون مشكلات صحية وتسجيل العلامات والأعراض. وساعد ذلك على تطوّر الجراحة، وعلم التشريح والصحة العامة. وكان هناك تقدم أيضا في معرفة العالم الطبيعي، مع توثيق الاختلافات بين النباتات للمرة الأولى. وأثمر الفكر اليوناني أيضا اختراعات عدة مثل المشابك والمراسي المعدنية والرافعات. وقد بنيت الدول المدينية مثل أثينا وفقا لخطة موضوعة، وابتكر المساحون الشوارع والميادين مع توفير مساحات كافية للمسارح والأسواق والمعابد. وتمثل هذه واحدة من أولى الحالات الموثقة للتخطيط الحضري، والتي زودت المدن بالمساحات الخالية والمرافق. واستندت المناطق الحضرية المتعددة إلى مخطط هيبوداموس Hippodamian Plan: بناء مدينة على شكل شبكة مستطيلة – وهي مفيدة في التنقل وتنظيم الشوارع لأسباب اقتصادية ودفاعية. ربما كانت البقايا الأشد وضوحا لليونان القديمة حاليا هي هندستها المعمارية. ولا تزال الأعمدة الأيونية والدوريكية تستخدم في العديد من المباني الكلاسيكية الجديدة في جميع أنحاء العالم، مثل مبنى الكابيتول في الولايات المتحدة وقوس النصر. وحتى بعد سقوط اليونان القديمة، لا يزال تراثها حيا. فقد كانت الإمبراطورية الرومانية مستوحاة من الميثولوجيا اليونانية، واستفادت من العديد من الأفكار اليونانية في الهندسة والفلك والثقافة.