استخدام «النغف» في علاج الجرحى
بقلم: لورا غيغل
قد يكون النَّغف Maggots مخيفاً، وزاحفاً و… طبيّاً؟ في محاولة جديدة لعلاج الجرحى في مناطق الحروب، ترسل حكومة المملكة المتحدة النغف إلى أماكن مثل سوريا واليمن وجنوب السودان، وفقاً لما أوردته صحيفة التليغراف، وبمجرد تلامس النغف التي تنتمي غالباً إلى الخوتعيات Blowflies (الذباب الأخضر)، مع المرضى، فهي تبدأ عملها على الفور، فتحفظ الجروح خالية من التلوث عن طريق التغذي بالأنسجة البشرية الميتة ونشر لعابها المضاد للبكتيريا.
قد يبدو هذا العلاج الشنيع غير عادي، لكنه في الواقع علاج يعود إلى العصور القديمة. فمثلا، استخدمت الشعوب الأصلية الأسترالية النغف لتنظيف الجروح.وخلال الحرب العالمية الأولى، استخدم الجنود في الخنادق تلك المخلوقات أيضاً لمنع الإصابات من التحول إلى عدوى قد تسبب الوفاة. والآن، قد يساعد هذا العلاج الأشخاص المصابين بجروح متقيحة على التخلص من العدوى. وقد يساعد المشروع الذي يكلف 200,000 جنيه إسترليني (250,000 دولار) الجرحى على الحفاظ على أطرافهم، إذ إن العدوى الثانوية الناجمة عن الإصابات والعمليات قد تؤدي إلى بتر الأطراف. قالت وزيرة الدولة البريطانية للتنمية الدولية، بيني موردونيت Penny Mordaunt، وهي عضو في البرلمان، لصحيفة التليغراف Telegraph: «لا يزال الأشخاص في مناطق الصراعات والأزمات الإنسانية يموتون بفعل الجروح التي يمكن علاجها بسهولة عند الحصول على الرعاية المناسبة».
لتنفيذ «مشروع النغف» Project maggots، ستنشر المملكة المتحدة مستشفيات ميدانية لتربية النغف في الموقع. وبمجرد وضع الذبابة للبيض، سيعقّم ثم يُحضن لمدة يوم أو يومين. وعند هذه النقطة سيصبح النغف جاهزاً للاستخدام في الوقت المناسب، فيمكن وضعه على الجروح مباشرة أو يوضع في أكياس حيوية تُلفّ حول الإصابات، حسبما ذكرت صحيفة التليغراف.
للنغف المعقَّم قيمة كبيرة في الأماكن التي تحوي علاجات طبية محدودة أو أساسية. ويمكن لهذه الحشرات النامية أن تهضم الأنسجة الميتة والتالفة من جرح مفتوح، وفقاً لتقرير نشر في عام 2012 في المجلة الهندية لجراحة التجميل. ويمكن لـلنغف حتى تطهير الجروح بوتيرة أسرع من الجراحين، كما ذكر تقرير لايف ساينس Live science.
ومع ذلك، فلمنع انتشار المرض، لا يمكن استخدام النغف نفسه مرتين، لذلك يأمر الباحثون بالتخلص من النغف في حاويات إكلينيكية بعد كل استخدام. وإذا هرب بعضها إلى البرية، فلن يسبب ذلك مشكلة، إذ يخضع النغف لعملية تعقيم عندما يتحول إلى ذباب.