اختيار المنظار المناسب
تأتي المناظير في جميع الأشكال والأحجام، فأيها أفضل للرصد الفلكي؟
هناك الكثير من الأنواع المختلفة من المناظير في السوق، يباع بعضها على أنه مناسب للرياضة أو للأغراض العامة ولبعضها تكسية خاصة أو غيرها من المميزات المصممة لإقناعك بشرائها. ولكن عندما يتعلق الأمر باستخدامها لرؤية الأجرام في سماء الليل، ما أفضل ما يمكنك استخدامه منها، وماذا تعني هذه الخصائص في الواقع؟ يتكون المنظار أساسا من اثنين من التلسكوبات الكاسرة المثبتين معا. ولتقصير طول الأنبوبين، تستخدم المناشير Prisms (الموشورات) داخليا لمضاعفة مسار الضوء.
هناك نوعان من المناشير التي تستخدم في المناظير؛ مناشير السقف، التي تعني أن للمناظير أنبوبين مستقيمين قصيرين، (تستخدم معظم المناظير المدمجة هذا النوع) ومناشير بورو، وتستخدم غالبا في ما يسمى نظارات الميدان. وهذا النوع الأخير هو الأفضل عموما للرصد الفلكي، غالبا لأنه يستخدم في الآلات ذات العدسات الشيئية الأكبر حجما؛ حيث توجد العدسة في المقدمة. ولا يعني هذا أنك لا تستطيع استخدام المناظير المزودة بمناشير السقف للرصد الفلكي؛ بل إن مناشير بورو تتوفر بحجم أفضل.
وتوصف المناظير باستخدام رقمين، مثل 10×50، وهو نوع من الاختزال الذي يعني أن التكبير هو عشرة أضعاف (×10) وأن قطر العدسات الأمامية يبلغ 50 ملم. إن قطر العدسة الشيئية هو الأكثر أهمية، لأنه يحكم كمية الضوء الداخل إلى منظارك، وبعبارة أخرى مدى خفوت ووضوح الأجرام التي ستنظر إليها.
ومن المثير للاهتمام أن يكون للتكبير أهمية أقل. إن أي منظار يقل قطر عدسته الشيئية عن 40 ملم لن يُظهر الأجرام بوضوح معقول؛ ولو زاد على ذلك بكثير سيكون ثقيلا ويصعب حمله باليد. وبالمثل، فإن التكبير العالي يجعل من الصعب حملها باليد وينتج صورة خافتة جدا. فعلى سبيل المثال، المناظير بقوة 16×50 تكبر آثار رعشة يدك بمقدار 16 مرة! مثاليا، عليك استخدام مناظير بقوة 7×50 أو10×50 لأنه يسهل حملها باليد، وتمنحك فتحة تكفي لأن ترصد مئات الأجرام في سماء الليل.