اختيار التلسكوب المناسب
احصل على أفضل بداية لمشاهداتك الفلكية كهاوٍ عن طريق شراء التلسكوب الملائم لاحتياجاتك
يمكن العثور على صور للكون ومجموعته المذهلة من الأجرام في كل مكان، ولكن من الطبيعي للأشخاص المهتمين بعلم الفلك أن يرغبوا في رؤية الأجرام السماوية بأنفسهم، وهو ما يمكن أن يتحقق بامتلاك تلسكوب جيد.
أولا، دعونا نتناول مسألة توقعات المبتدئين. فقد حصل على هذه الصور الزاهية والملونة الرائعة للكون بأجهزة مثل تلسكوب هابل الفضائي باستخدام رقائق حساسة مقترنة الشحن CCD، كما خضعت للتحسين الحاسوبي. ولا تُنتج العين البشرية صورا بمثل هذه الجودة. وحدها الأجرام الساطعة، مثل القمر والكواكب وبعض النجوم، هي التي تنتج عامل “إبهار” لحظيا. كلما زاد حجم المرآة أو العدسة الأولية للتلسكوب، سترى مزيدا من الألوان والتفاصيل. وقد يمثل اختيار التلسكوب المناسب مهمة صعبة، لكن أهم شيء عليك معرفته عند شراء أي تلسكوب هو جودته البصرية. ومن ثمَّ، فما نوع التلسكوب الذي يجب أن تختاره؟
إن التلسكوب النيوتوني العاكس المثبّت في قاعدة سمتية ارتفاعية بسيطة غير مزودة بمحرك (والمعروف باسم ‘التلسكوب الدوبسوني’) يقدم أفضل قيمة من حيث الفتحة. وهذه التلسكوبات الدوبسونية مثالية إذا وددت التعرف على طريقك عبر السماء بالطريقة “التقليدية”؛ فهي تجمع قدراً كبيراً من الضوء وتوفر مشاهدات رائعة. تزداد تكلفة التلسكوبات النيوتونية (والتلسكوبات الكاسرة) كثيرا عند إضافة القواعد الاستوائية أو المحوسبة. وتأتي القواعد المحوسبة بأشكال متعددة: الدوبسونية (اليدوية أو المبرمجة)، والمثبتة في سن منفردة (التتبعية أو المبرمجة) والاستوائية الألمانية (المبرمجة). وتكلف القاعدة الدوبسونية المحوسبة نحو ضعف القواعد اليدوية، في حين أن التلسكوبات النيوتونية المتقدمة المثبتة في القواعد الاستوائية الألمانية ذات المحرك قد تكلف عشرة أضعاف. ولسهولة الاستخدام، يكفي استخدام تلسكوب عاكس ذي بُعد بؤري قصير يبلغ قطره نحو 4 بوصات في القطر أو تلسكوب انعكاسي انكساري Catadioptric (شميدت أو ماكسوتوف-كاسيغرين) حتى 5 بوصات على قاعدة محوسبة؛ فكلاهما سيُظهر العديد من أجرام السماء العميقة فضلا عن توضيح تفاصيل سطح القمر والكواكب. وتُظهر التلسكوبات الكاسرة اللالونية Achromatic ذات البعد البؤري القصير درجة من الألوان الكاذبة حول حافات الأجرام الساطعة. ومع ذلك، فإن أفضل المشاهدات تتحقق من خلال التلسكوبات الكاسرة اللازيغية Apochromatic، التي هي أكثر تكلفة بأربعة أضعاف من التلسكوبات اللالونية بالحجم نفسه. أيا كان التلسكوب الذي تختاره، فليس هناك ما يمنعك من اتخاذ الخطوات الأولى في محاولة الوصول إلى النجوم.