اكتشف الصحارى
ما قد يبدو للوهلة الأولى كقفار قاحلة، هي في الواقع أرض تعج بالحياة ولها تضاريس فريدة
تغطي الصحارى خُمْسَ يابس سطح الأرض وهي أماكن رائعة، مثل صحراء الناميب Namib Desert في جنوب إفريقيا.
الناميب هي أقدم صحراء في العالم، وهي قاحلة منذ 55 مليون سنة، وتتصل بالبحر بطول ساحل الهياكل Skeleton Coast القاحل، والذي سمي كذلك بسبب حطام السفن المتناثرة على كثبانه الرملية. فجنوب ساحل الهياكل توجد منطقة سبيرغيبيت Sperrgebiet- والتي تُترجم على أنها “منطقة محظورة”- إذ يمنع وصول الجمهور إليها لمنع الباحثين عن الماس من تمشيط الكثبان الساحلية بحثاً عن الأحجار الكريمة.
الناميب صحراء حارة، تصل درجات الحرارة في الصيف إلى أكثر من °40س، لكن الصحارى قد تكون باردة أيضاً. فمثلاً، القارة القطبية الجنوبية المغطاة بالجليد هي أكبر صحراء على الأرض. فالصحراء هي ببساطة مكان يبلغ متوسط هطول الأمطار فيه أقل من 25 سم في السنة. ففي الواقع، تظل بعض الصحارى دون أمطار لعدة أشهر أو حتى لسنوات.
تقع معظم الصحارى الحارة على الأرض ضمن خط عرض 30 درجة من خط الاستواء- شمالاً أو جنوباً- بما في ذلك الصحراء الكبرى Sahara Desert في إفريقيا. وتجبر التيارات الجوية العملاقة الهواء على الانخفاض والاحترار عند خطوط العرض هذه، مما يمنع بدوره هطول الأمطار.
كل من الناميب وأتاكاما Atacama صحراء ساحلية تقع بجانب التيارات المحيطية الباردة- تياري بنغيلا Benguela وهومبولت Humboldt، على الترتيب- التي تؤدي إلى برودة الهواء فوقها. وقد يحتوي الهواء البارد على كمية أقل من الماء، مما يقلل من هطول الأمطار على الأرض الدافئة القريبة. فهذه الصحارى هي من بين الأشد جفافا على الأرض. وتأتي معظم الرطوبة هنا من الضباب الصحراوي، الذي يتشكّل عندما يتكثف الهواء الدافئ فوق المحيط البارد. وتقع بعض الصحارى في آسيا الوسطى وأستراليا في المناطق الداخلية القارية، لذلك يفقد هواء المحيط الرطب معظم رطوبته قبل أن يصل إليها.
تتباين مناخات الصحارى والحياة البرية التي يمكن أن تؤويها بشكل كبير من مكان إلى آخر عبر العالم. وتكون الصحارى الحارة مثل الصحراء الكبرى دافئة على مدار العام، والأمطار نادرة دائماً. وقد تصل درجات الحرارة إلى °49س خلال النهار، لكنها يمكن أن تنخفض في الليل إلى ما دون درجة التجمد. وتسمح السماء الصافية للحرارة بالإشعاع من الأرض بعد غروب الشمس، فتبحث الثدييات الصغيرة عن طعامها عند الغسق. وتشمل النباتات الموجودة شجيرات تعانق الأرض بأوراقها الشمعية.
في الصحارى شبه القاحلة مثل صحراء الحوض العظيم Great Basin Desert، التي تمتد عبر جزء كبير من ولاية نيفادا وصولاً إلى غرب ولاية يوتا وشرق ولايتي كاليفورنيا وأيداهو، نادراً ما تنخفض درجات الحرارة إلى أقل من °10س أو ترتفع فوق °38س. ففي هذا المناخ تزدهر النباتات الشوكية مثل شجيرة الكريوزوت Creosote bush والميرمية Sagebrush.
أما بالقرب من سواحل المحيط الباردة، نادراً ما ترتفع درجات حرارة الصيف الصحراوية عن °24س ويمكن أن يصل هطول المطر السنوي إلى 13 سم. فالنباتات لها جذور قريبة من السطح لتجميع المطر، ولها سيقان لحمية لتخزين المياه. وتظل بعض الضفادع هاجعة في جحورها لعدة أشهر بين العواصف الممطرة.
تتضرر النظم الإيكولوجية الصحراوية بسبب أشياء مثل عربات الطرق الوعرة والحفر والتعدين. يمكن أن تهدد درجات الحرارة المرتفعة بسبب التغير المناخي الحياة البرية المتكيفة مع الجفاف بزيادة الحرائق، وكذلك تجفيف آبار المياه.