أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
فضاء

ماري شيرمان مورغان

اكتشف التأثير السري لأول عالمة صواريخ في سباق الفضاء الدولي

بسبب تواضعها وطبيعة عملها الشديدة السرية، لم تظهر إنجازات ماري إلا عندما أُخبر ابنها، جورج، أنه لا يمكن التحقق من نعيها. وقد صارت مهمة جورج نشر ما جعلته والدته ممكناً، مسلطاً الضوء على دورها كمنقذ للولايات المتحدة في صراعاتها لارتياد الفضاء.
ولدت ماري في مزرعة عائلتها بــــ راي في ولاية نورث داكوتا، ولم تلتحق بالمدرسة حتى تتمكن من مساعدة والدها في العمل بالمزرعة. سرعان ما تدخلت السلطات، وأرسلتها إلى مدرسة المدينة الصغيرة. ولم يُعقْها تأخرها لبضع سنوات، وعند تخرجت في المدرسة الثانوية، مثّلت صفها لإلقاء خطبة الوداع Valedictorian وإدراكاً لذكائها، هربت من راي لتلتحق بجامعة الولاية في مينوت للتخصص بالكيمياء، حيث كانت مهارتها واضحة.
أدى اندلاع الحرب العالمية الثانية إلى نقص وطني في الكيميائيين والعلماء. وعلى الرغم من حقيقة أنها كانت لا تزال طالبة- وامرأة- فبفضل مواهبها، عُرضت عليها وظيفة كمحللة كيميائية في شركة بلوم بروك لتصنيع العتاد الحربي لإنتاج المتفجرات للمجهود الحربي. وأجّلت ماري الحصول على شهادتها وانتقلت إلى أوهايو، لتتولى مهمة خطيرة تمثلت بتحليل المواد الكيميائية المتطايرة لإنتاج الأسلحة.
وبعد انتهاء الحرب انخفض الطلب على المتفجرات، لذلك انتقلت إلى مجال الطيران، وانتقلت إلى كاليفورنيا للعمل في شركة نورث أمريكان أفياشن North American Aviation. باعتبارها المرأة الوحيدة من بين 900 مهندس، سرعان ما رقيّت إلى منصب ينطوي على حساب أداء وقود للدفع الصاروخي وتصميم أنواع الوقود المتخصصة لاستخدامها في المحركات المختلفة. ومع ذلك لم تعد قطُّ لإكمال شهادتها، ولم تُمنح منصب مهندس أو أجراً أعلى، على الرغم من تمتعها بكل مهارات ومعارف المهندسين.
نظراً إلى خبرتها في وقود الدفع، عندما كلفت “نورث أمريكان أفياشن” بحل مشكلات وقود الصواريخ، وعينت مورغان قائداً تقنياً للمشروع. وكان عليها إيجاد وقود يمكنه رفع صواريخ ريدستون Redstone المعاد تصميمها إلى الفضاء. وكانت كرامة الأمة على المحك، لذلك شرعت مورغان في دراسة أنواع الوقود، فوجدت العديد منها غير كافية أو غير متوافقة قبل أن تصمم مزيجها الخاص، والذي أطلقت عليه اسم هايداين Hydyne.
عمل هايداين بصورة جيدة عند اختباره على صواريخ ريدستون، وبعد ذلك صواريخ جوبيتر-سي Jupiter-C، مما أثبت أنه حل سريع للوصول إلى الفضاء دون إعادة تصميم الصواريخ بالكامل. ومكّن الوقود من إطلاق أول قمر اصطناعي أمريكي بنجاح، وعلى الرغم من تراجع مورغان بصمت مختبئ عن أضواء النجاح، تقاعدت للعناية بأسرتها، تاركة وراءها مهنتها في الكيمياء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى