اكتشاف حمض في المحيط الهادي يُذيب أصداف سرطان البحر
بقلم: براندون سبيكتور
منذ بداية الثورة الصناعية ضخ البشر نحو 1.8 تريليون طن من ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وقد امتص المحيط نحو %25 منها. ولا يؤدي هذا الكم الهائل من غازات الدفيئة إلى تدفئة المحيط فحسب، بل يؤدي أيضاً إلى تغيير كيمياء المياه؛ مما يزيد حمضيتها ببطء ويقلل من تركيز اللبنات الجزيئية التي يستخدمها المحار والشعاب المرجانية وغيرها من الكائنات البحرية لصنع أصدافها الخارجية الصلبة. ووفقاً لدراسة جديدة، فإن هذا الخليط الجزيئي له بالفعل آثار ضارة على تطور بعض سرطانات البحر الصغيرة.
درس علماء البحار، بتمويل من الإدارة الوطنية للمحيطات والغلاف الجوي (اختصارا: الإدارة NOAA (50 يرقة Larvae لسرطان البحر دونغنيس Dungeness crabs، ميتاكارسينوس ماجيستر Metacarcinus magister، جمعت من عشرة مواقع بالقرب من سواحل المحيط الهادي للولايات المتحدة وكندا. عموماً، كانت السرطانات التي جُمعت بالقرب من الساحل، حيث تميل المحيطات إلى أن تكون أكثر حمضية، في حالة أسوأ بكثير من السرطانات التي جُمعت من أماكن أبعد في البحر. وأدى تحمّض هذه المياه الساحلية إلى تآكل أصداف اليرقات، وإعاقة نموها، وفي بعض الحالات أتلف أو دمّر الأعضاء الحسية الدقيقة لتلك الحيوانات، والمعروفة بالمستقبلات الميكانيكية Mechanoreceptors. إجمالاً، كتب الباحثون أن التحمّض يترك اليرقات أصغر حجماً وأضعف وأقل احتمالا للبقاء على قيد الحياة حتى مرحلة النضج.
حالة هذه السرطانات التي تعد مصدراً مهماً للغذاء لكل من البشر والمخلوقات البحرية الأخرى، هي دعوة إلى الانتباه لمخاطر التحمّض. فكما صرحت نينا بيدنارسك Nina Bednarsek، المؤلفة الرئيسية للدراسة وكبيرة العلماء في مشروع أبحاث المياه الساحلية لجنوب كاليفورنيا، لموقع cnn.com، “لما كانت السرطانات قد تأثرت بالفعل، فنحن بحاجة حقاً إلى أن نولي اهتماماً أكبر بكثير للمكونات المختلفة للسلسلة الغذائية قبل فوات الأوان”.
درست بيدنارسك وزملاؤها يرقات سرطان البحر باستخدام مجموعة متنوعة من الطرق وسجلوا نتائجهم. وشملت هذه الطرق الفحص المجهري والتحليل الطيفي بالأشعة السينية. ولاحظ الفريق وجود“تشوهات بنيوية” واضحة في أصداف يرقات سرطان البحر التي جُمعت من أكثر الموائل Habitat حمضية. فهذه التشوهات ستضعف من حماية اليرقات في مواجهة المفترسات. وهذه السرطانات نفسها المجلوبة من المواقع الحمضية أيضاً، كانت أصغر حجماً من تلك الموجودة في البيئات الأقل حمضية، وبعضها كان يفتقر إلى بعض المستقبلات الميكانيكية الشبيهة بالشعر، والتي تستخدمها السرطانات لتلمس طريقها في البحر.
كانت الآثار أكثر حدة في السرطانات التي عاشت لأكثر من شهر في المياه الساحلية الحمضية. وكتب الباحثون أن السبب في ذلك هو أن المياه الأكثر حمضية تحتوي على عدد أقل من أيونات الكربونات Carbonate ions، وهي اللبنات الجزيئية التي تستخدمها المحار والشعاب المرجانية لبناء هياكلها الخارجية. وتعتمد الحيوانات البحرية الأخرى، مثل البطلينوس Clams والمحار Oysters، على الأيونات نفسها لكي تزدهر.
قال الباحثون إنه إذا تضررت تلك الحيوانات بالمثل بسبب زيادة حمضية المحيط، فقد يؤدي ذلك إلى مشكلة تمتد عبر السلسلة الغذائية. ففي كلتا الحالتين، فإن الحل الوحيد هو تقليل انبعاثات الكربون بأكبر قدر ممكن وبأسرع ما يمكن.