أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
العلوم البيئيةالعلوم الطبيعية

كيف تغير الأبقار العالم

في وجود أكثر من بليون بقرة على كوكبنا، ما تأثير آلاف السنين من تربية الأبقار؟

بقلم: أيلسا هارفي

ظلت الأبقار تزودنا بمنتجاتها لآلاف السنين، وهي أكثر فائدة لنا من جميع حيوانات المزرعة الأخرى. ونصادف منتجات البقر يومياً، سواء عند تناول برغر من لحم البقر أم إضافة الحليب إلى الشاي أم ارتداء سترة جلدية. ولانتشارها على نطاق واسع في جميع أنحاء العالم، وتُربى أنواع البقر بأعداد هائلة، وتمتلك خصائص فريدة لتناسب بيئتها وتلبية احتياجات سكان العالم. وتنوعها المذهل يجعلها عنصراً أساسياً في طعامنا، فهي تساهم بنحو 24% من استهلاك اللحوم الكلي.
وتختلف أساليب تربية الأبقار اختلافاً كبيراً تبعا للموقع، وكذلك الظروف التي تواجهها الأبقار. وباعتبارها أكبر منتج ومستهلك للألبان في العالم، تستوطن الهند ملايين الأبقار المقدسة. وهي تتجول في الشوارع في الحرارة شبه الاستوائية وتزود الناس بمنتجاتها. وفي الوقت نفسه، يكون الشتاء طويلاً وقاسياً في مزرعة ألبان روسية لدرجة أن المزارع يزود أبقاره بمناظر مُبهجة: ترتدي الأبقار في هذه المزرعة سماعات الواقع الافتراضي التي تعرض لها مشاهد للمراعي الخصبة وأشعة الشمس المنعشة. وتبنت مزرعة موسكو هذا النهج بعد أن أظهرت الأبحاث وجود صلة بين تجربة البقرة العاطفية وجودة الحليب الذي تُدره.
لقد قطعت تربية الحيوانات (الزراعة الحيوانية) Animal agriculture شوطاً طويلاً- خصوصا في الماشية، فالعدد الكبير من الأبقار التي نراها في حقولنا اليوم ناتج من آلاف السنين من تربيتها. ولكونها نشأت في الأصل من مجموعة لا تزيد على 80 حيواناً، فقد أثرت هذه الزيادة الهائلة بأعدادها في البيئة حتماً بمرور الزمن. ولكن هل كان هذا إلى الأفضل أم إلى الأسوأ؟
تتراوح الأضرار البيئية لتربية الماشية من الآثار الضارة على طبقة الأوزون التي تتسبب فيها بليون بقرة تُطلق في الهواء غازاتها الهضمية إلى تغيير المساحات الطبيعية وإزالة الأشجار لإنشاء مناطق ملائمة للمزارع. وتدرّ تربية الماشية دخلاً لملايين المزارعين، على الرغم من أن كثيرين يهدفون إلى تحقيق زراعة أكثر استدامة. ويمكن استخدام الروث Manure، وهو منتج ثانوي مفيد من الأبقار، كسماد ومعدّل للتربة وحتى في البناء. وبالنظر إلى محتواه المرتفع في العناصر الغذائية والطاقة، فهو مصدر متجدد قيّم في العديد من المزارع.
وفي الآونة الأخيرة، خضعت الصناعة لمزيد من التدقيق أكثر من أي وقت مضى، إذ تساءل الناس عن تأثير مزارع الألبان ومساهمتها الكبيرة في غازات الدفيئة. ومع استمرار تزايد سكان العالم، يرتفع إنتاج الغذاء أيضاً. ويواصل دعاة حماية البيئة تحليل تأثير مصادرنا الغذائية- مما يضع الزراعة الحيوانية في دائرة الضوء.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى