حمض نووي بشكل الدونت يجعل السرطان أكثر عدوانية
بقلم: ياسمين سابلاكوغلو
قد تَديِن الخلايا السرطانية ببعض طبيعتها المدمرة إلى حمض نووي DNA فريد «بشكل كعكة الدونت»، وفقاً لدراسة حديثة. ووجدت الدراسة التي نُشرت في مجلة نيتشر Nature، أنه في بعض الخلايا السرطانية، لا يتكتل الحمض النووي مشكلاً بنى تشبه الخيوط كما هي الحال في الخلايا السليمة- وبدلاً من ذلك، تُطوى المادة الوراثية في شكل يشبه الحلقة؛ مما يجعل السرطان أكثر عدوانية.
وقال مؤلف الدراسة بول ميشيل Paul Mischel، أستاذ الباثولوجيا من جامعة كاليفورنيا University of California في سان دييغو: «الحمض النووي DNA ينقل المعلومات ليس فقط عبر متواليته، ولكن عبر شكله أيضاً». كما قد تتذكر من درس البيولوجيا المدرسي، فإن معظم الحمض النووي DNA في أجسامنا معبأ بإحكام داخل أنوية الخلايا في البنى المعروفة بالكروموسومات (الصبغيات) Chromosomes.
تجعل هذه البنية المكتظة بعض الجينات متاحة للجزيئات التي ‘تقرأ’ التعليمات الوراثية وتنفذها، في حين تظل الجينات الأخرى مخفية. وتنتج من ذلك آلية منظمة جدا تمنع الخلية من تنفيذ التعليمات الوراثية غير المرغوب فيها ومن الانتساخ – أو إنشاء ‘خلايا ابنة’ Daughter cells جديدة – بطريقة غير منتظمة.
وكما صرح ميشيل لـLive Science «يشير كل ما تعلمناه عن علم الوراثة إلى أن التغيرات [في الخلايا] يجب أن تكون بطيئة». ولكن منذ سنوات، وجد ميشيل وفريقه أنه في نوع معين من سرطان الدماغ يسمى الورم الأرومي الدبقي Glioblastoma، يبدو أن الأورام «كانت قادرة على التغير بوتيرة غير مفهومة». ويبدو أن الخلايا السرطانية، عند انقسامها إلى خلايا ابنة، تضخّم بطريقة ما تعبير الجينات المسرطنة Oncogenes – أي الجينات التي قد تحوّل خلية عادية إلى خلية سرطانية.
وتبين أن بعض هذه النسخ المضخّمة من الجينات المسرطنة «حررت نفسها من الكروموسومات». وبعد أن انفصلت عن الكروموسومات، ظلت معلقة على أجزاء أخرى من الحمض النووي DNA داخل الخلية. وبعد ذلك وجد الباحثون أن قطع الحمض النووي DNA ‘خارج الكروموسومية’ Extrachromosomal- أو ecDNA – توجد بالفعل في نحو نصف السرطانات البشرية، لكنها نادراً ما تُكتشف في الخلايا السليمة.
وفي هذه الدراسة الحديثة توصلوا إلى سبب كون القطع ecDNA بمثل هذه القدرة على التحمل. وكشف مزيج من التصوير والتحليل الجزيئي أن هذه القطع من الحمض النووي تلتف حول البروتينات في شكل حلقة، على غرار الحمض النووي الحلقي الموجود في البكتيريا. وقال ميشيل إن هذا الشكل الحلقي يسهّل كثيراً وصول آليات الخلية إلى كم هائل من المعلومات الوراثية – بما في ذلك الجينات المسرطنة – بحيث يمكنها نسخها والتعبير عنها بسرعة، مثل إصدار تعليمات إلى خلية سليمة بالتحول إلى سرطانية. ويسهل هذا توليد كميات كبيرة من الجينات المُسرطِنة المُعزِّزة للأورام، وأن تتطور بسرعة وتتكيف بسهولة مع بيئة متغيرة.