استكشاف الكويكبات الطروادية
اكتشف جيران المشتري من الكويكبات الضخمة، التي تدور على بعد 750 مليون كم من الأرض
تقع بشكل مثالي بين كوكبي المريخ والمشتري حلقة متوترة من الصخور تسمى عادة حزام الكويكبات الرئيسي. وباعتبارها بقايا متخلفة عن نشوء مجموعتنا الشمسية، تحتفظ هذه الصخور بزخم مستمر بفعل قوة جاذبية الشمس. ومع ذلك، فعلى بُعد نحو وحدتين فلكيتين من الحزام (وهو ما يعادل رحلة ذهاباً وإياباً من الأرض إلى الشمس) توجد أسراب من الصخور المارقة المعروفة بالكويكبات الطروادية. فلم تحصل على اسمها من الأجرام المتسللة بين النجوم في المجموعة الشمسية، بل على اسم حروب طروادة الأسطورية في الميثولوجيا الإغريقية.
لقد اكتشفها الفلكي الألماني ماكس فولف لأول مرة في عام 1906، ومن ثم اكتُشفت هذه الكويكبات وسميت بشكل فردي. ومنذ ذلك الحين، فقد تم تسجيل نحو 7,039 منها وتقسيمها إلى مجموعتين: المعسكر الطروادي، والمعسكر اليوناني. تحتل المجموعتان اثنتين من نقاط لاغرانغ لكوكب المشتري. وتلك هي المنطقة التي تجتمع فيها قوى الجاذبية لاثنين من أكبر الأجرام في المجموعة الشمسية، المشتري والشمس. لكل كوكب أو نجم خمسٌ من هذه النقاط الخاصة، حيث تُحتجز الكويكبات الطروادية في النقطتين الأكثر استقراراً، اللتين تحملانها في مدار مستمر، بميل 60 درجة على كل من جانبي المشتري.
ويصعب اكتشاف الكويكبات بسبب صغر حجمها وقربها من الأرض، ولا يزال هناك جدل في المجتمع العلمي حول أصول الكويكبات الطروادية هذه. وقد يكون هناك المزيد من أسراب الكويكبات الكامنة في المجموعة الشمسية، والتي لم نكتشفها بعد.