كيف تقاوم حيوانات الرنة البرد
يجد معظم الناس صعوبة في العيش في القطب الشمالي ليوم واحد، لكن حيوانات الرنة تزدهر هناك على مدار السنة.
الحياة في القطب الشمالي قاسية لا ترحم. في سهول التندرا القطبية الشمالية، قد تنخفض درجات الحرارة بانتظام إلى ما دون 50 درجة سيليزية، كما يندر وجود الطعام. وبعد أن عاشت في هذه البيئة القاسية منذ آلاف السنين، طورت حيوانات الرنة- المعروفة أيضاً بالكاريبو- مجموعة كبيرة من التكيفات لمساعدتها على العيش في البرد القارس. فتنفرج حوافرها الكبيرة عندما تسير؛ مما يؤدي إلى توزيع وزنها وجعل المشي عبر الثلوج العميقة أسهل بكثير. وكما أن المساحة السطحية الكبيرة لأجساد هذه الحيوانات تفيد عندما تصادف السبل المائية خلال هجراتها الطويلة. وعندما لا تكون حيوانات الرنة في رحلة للهجرة، فإن حوافرها تعمل كأدوات مفيدة لحفر الجليد والثلوج بحثاً عن نباتات لتأكلها. وعلى عكس الأنواع الأخرى من الغزلان تنمو القرون لدى الذكور والإناث على حد سواء. وتستخدم هذه البنى العظمية المثيرة للإعجاب في البحث عن الطعام أيضاً، لكن استخدامها الأساسي هو القتال. يتناطح الذكور للفوز بالإناث، وتسقط قرونها في الخريف أو أوائل الشتاء عندما ينتهي موسم التكاثر. ومع ذلك، ففي النُويع Subspecies الفرعي الذي تنمو فيه لدى الجنسين قرون، فإن الإناث تُبقي عليها حتى الربيع لمساعدتها في الدفاع عن الأراضي الثمينة التي تحتوي على الطعام وهي تُرضع صغارها. ويقف وليد حيوان الرنة على أرجله بعد ساعة من ولادته، ويبدأ بتناول الأطعمة الصلبة إضافة إلى حليب أمه في عمر أسبوع واحد فقط. ويُفطم أولئك الصغار الشديدو التحمّل ويستقلون بحياتهم بعد ستة أشهر، وتصل إلى مرحلة النضج الكامل في سن الرابعة. وعلى الرغم من أنها ربما لا تظل دائماً بجانب أمهاتها، فنادراً ما توجد صغار الرنة بمفردها؛ فهي حيوانات اجتماعية جدا وتشكل قطعانا تصل أعدادها إلى المئات خلال فصل الشتاء ومئات الآلاف في الربيع. ولا تزال كثير من هذه القطعان برية، لكن البعض يربّيه سكان القطب الشمالي ويستخدمونه.