الغابة الترياسية
قبل 250 إلى 200 مليون سنة كان الطقس أكثر اعتدالا في القطبين الشمالي والجنوبي، كما كان أكثر جفافا، ومن ثمَّ نمت غابات شاسعة
يشير وجود ترسبات الفحم في خطوط العرض الشمالية والجنوبية العليا إلى أن هذه المناطق كانت أكثر رطوبة من خطوط العرض السفلى الشبيهة بالصحراء، ومن ثمَّ تمكنت النباتات الكثيفة الشبيهة بالغابات من النمو فيها. كانت هذه الأدغال موطنا لتمساحيات راو، مثل إفيغيا Effigia، وأشباه الصروبوديات، مثل البلاتيوصورس، الذي سمح له عنقه الطويل وبنيته العظمية الحاملة للوزن بالوقوف في الوضع المنتصب؛ مما مكّنه من التغذي بالنباتات التي كانت بعيدة عن متناول غيره من الديناصورات العاشبة. وخلال العصر الترياسي، بدأت المحيطات والقارات في التغيّر. بلغت كتلة اليابسة في قارة بانغيا الفائقة أقصى حجم لها بسبب انخفاض منسوب مياه البحر، وبدأت بالتحرك نحو الشمال والدوران عكس اتجاه عقارب الساعة، وفي نهاية المطاف تفككت لتعطي الأرض شكلها المألوف. وتشير الأحافير من منتصف العصر الترياسي إلى أن البحار والمحيطات كانت مأوى لطائفة واسعة من الزواحف البحرية والأمونيتات التي بدأت تزدهر في هذه الفترة.