بقلم: جوناثان أوكالاهان
عندما فتحت وكالة ناسا أبوابها لأول مرة في أول أكتوبر 1958، لم يكن البشر قد انطلقوا إلى الفضاء بعد. ولم تكن لدينا أي فكرة عن شكل معظم الكواكب الأخرى، كما أننا لم نشاهد مذنباً أو كويكباً عن كثب، كما كان السير على عالم آخر من الأحلام. أما اليوم، بفضل وكالة ناسا، فإن معرفتنا بالفضاء لا تشبه أي شيء كنا نظنه ممكناً.
ولدت الوكالة في أعقاب معركة لتقرير ما إذا كانت وكالة الفضاء الأمريكية ستخدم الجيش أم المدنيين. وفي مواجهة التهديد المتنامي من الاتحاد السوفييتي، رأت الولايات المتحدة أن الفضاء فرصة لاستعراض عضلاتها القوية وإظهار مدى براعتها التكنولوجية. ومع ذلك، فقد أيد كثير من العلماء استخدام وكالة ناسا لأغراض سلمية بحتة، فسلطوا الضوء على بعض الأسئلة الكبرى التي يمكنها الإجابة عنها بخصوص الكون الذي نعيش فيه، وربما بعض المناطق الرائعة التي يمكن استكشافها. وقد انتصر رأيهم لحسن الحظ- فقد أنشئت وكالة ناسا و العلم في صدارة اهتماماتها، وكان ذلك لمصلحتنا جميعاً.
تمثلت الأهداف الأولية لوكالة ناسا بتوسيع المعرفة البشرية عن الفضاء وإنتاج مركبات يمكنها توصيلنا إلى النجوم. وتناولت الوكالة هذه التحديات بقدرات كبيرة، وصرنا اليوم نتعامل مع أسقف علمية لا نهاية لها، من الهبوط على القمر إلى صور لعوالم غريبة مدهشة.
ستظل الوكالة باقية طوال المستقبل المنظور، كما يعِد مستقبلها بالمزيد من الإنجازات البارزة. وعلى مدى السنوات الستين الماضية، حققت وكالة ناسا إنجازات مذهلة، لكن أفضلها ربما لم يتحقق بعد.