يحدث التقلص العضلي عندما تنقبض عضلاتك لا إراديا بسرعة كبيرة ولا تسترخي مرة أخرى على الفور. وتؤثر هذه التقلصات العضلية المفاجئة عادة في عضلتي الساق (الربلة) وتستمر لبضع ثوان فقط، لكنها قد تستمر لمدة 15 دقيقة أو أكثر من الألم المبرح. وتنقبض عضلة الربلة عادة لرفع الكعب وترتخي لإنزاله، مما يسمح لك بالمشي، والجري والقفز. ولكن، فخلال التقلص العضلي تنقبض هاتان العضلتان بقوة وبشكل غير متوقع، مما يجعلك غير قادر على التحكم فيهما حتى يتوقف الانقباض. وتظل العضلات المتضررة متوترة ومؤلمة ولا تسترخي.
وعلى الرغم كونها تجربة شائعة، فلا أحد يعرف على وجه التحديد سبب هذه الانقباضات العشوائية. ويعتقد أن الضغط المفرط على العضلات أو نقص إمدادات الدم قد تكون من العوامل المساهمة، لكن واحدة من أكثر النظريات انتشارا تفيد بأن التقلصات العضلية تنتج من نشاط عصبي غير طبيعي.
فهناك مستقبلات بداخل العضلات والأوتار، والتي تراقب حركة الجسم ووضعيته باستمرار. وترسل هذه المستقبلات إشارات منعكسة (والتي تتجاوز الدماغ) لحماية العضلات من الأضرار المحتملة. يشجع أحد المنعكسات على انقباض العضلات، لمنع التمديد المفرط، في حين يعزز منعكس آخر استرخائها للسيطرة على التوتر. وعادة ما تكون هذه المنعكسات متوازنة، لكنها قد تضطرب بحيث تُربك إشارة الانقباض تلك الخاصة بالاسترخاء، مما يؤدي إلى التشنج العضلي غير المتوقع، شديد ومؤلم الذي يعرف بالتقلص العضلي.
كثيرا ما يرتبط التقلص العضلي بممارسة الرياضة، لكنه قد يحدث أيضا في أحيان غير متوقعة تماما. ووفقا لدائرة الخدمات الصحية البريطانية، فإن %75 من حالات تقلص عضلات الساق تحدث أثناء النوم، ومن ثم فهي تمثل أشد أنواع الإيقاظ من النوم فظاظة.