في مساء يوم 9 يوليو 1958، شعر الصيادون في قواربهم الراسية في خليج ليتويا في ألاسكا باهتزاز قواربهم بعنف مع مرور زلزال قوي عبر الجبال القريبة. وبرغم أن سفنهم نجت من الهزات الأولية، إلا أن الأسوأ لم يأت بعد لأنهم سمعوا صوت تحطم هائل قادم من رأس الخليج. تكسرت ملايين الأطنان من الصخور من الجبال وانزلقت إلى المياه بسرعة عالية. كان التأثير قويا لدرجة أدت لتشكّل تجويف هوائي هائل خلف الحطام، مما أدى إلى إزاحة كميات من المياه أكبر بكثير من حجم الانهيار الأرضي.
اجتاح الميغاتسونامي القوارب بلا حول ولا قوة، وحملها على الأرض ورفعها عاليا فوق الأشجار، قبل قذفها مرة أخرى في الخليج أو إلى البحر. وبينما تحطمت الموجة عبر الخليج بسرعة حوالى 160 كلم فى الساعة، بلغت المياه المنزاحة ارتفاعا وصل إلى 500 م فوق خط الشاطئ، مما أدى إلى تجريد آلاف الأشجار من لحائها. وبأعجوبة، نجا كثير من الصيادين وتمكنوا من رواية قصتهم المروعة، لكن الحدث نفسه لم يكن غير مسبوق. درس الجيولوجيون المنطقة لفترة من الوقت قبل وقوع تسونامي عام 1958 واكتشفوا أدلة على وجود أربعة أمواج مماثلة على الأقل، والتي تعود إلى عام 1854. وكان الخيط الرئيسي مجموعة الأشجار الصغيرة الواقعة تحت الغابات الناضجة على شاطئ الخليج، والتي تشير إلى أن الغطاء النباتي السفلي قد تم محوه سابقا. يطرح هذا سؤالا يتعلق بتوقيت وقوع التسونامي التالي.