حيوانات البنغول
اكتشف لماذا تظل هذه المخلوقات ذات الحراشف تسحر العديد من الثقافات
تخيّل كوز صنوبر ذا ساقين متهاديتين، أو تخيل ثمرة خرشوف متحركة، وستتعرف على المظهر العام لحيوان البنغول.
هذه المخلوقات هي الثدييات الوحيدة في العالم التي تغطيها الحراشف. وبرغم أنها تبدو شبيهة بحيوانات آكل النمل أو المدرّع، فهي في الواقع أكثر ارتباطا بآكلات اللحوم الحقيقية مثل القطط، حيث أنها تنتمي إلى الرتبة الخاصة بها. تعيش أربعة أنواع من البنغول في آسيا، وتعيش أربعة أخرى في أفريقيا. يمكنك التفريق بينها بسهولة، لأن الآسيوية تحتوي على شعيرات بين حراشفها. والحراشف نفسها مصنوعة من الكيراتين، وهي نفس المادة الموجودة في أظافرنا. يوفر لها هذا الدرع حماية قوية. اشتقت كلمة بنغول Pangolin من لفظة “بينغولينغ” بلغة الملايو، والتي تعني “شيء يتكوّر على نفسه”، وهذا بالضبط ما تفعله عندما تتعرض للخطر. يمكن للبنغول أن يكوّر نفسه على شكل كرة لا يمكن اختراقها تقريبا، كما تقوم إناث البنغول بتكوير صغارها الضعفاء بداخل درعها. و حواف الحراشف حادة للغاية، ويمكن للبنغول أن يستخدمها لقطع إصبع أو أنف الحيوان المفترس- أي شيء يحاول أن يندس بينها.
توجد هذه الحيوانات في المناطق الرملية من الغابات الاستوائية والتي تغمرها الفيضانات، وكذلك السافانا. تعيش بعض البنغولات على الأرض فقط، في حين يقضي البعض الآخر بعض الوقت في أعالي الأشجار. وجميعها قادرة على الحفر؛ حيث تستخدم ساقيها الأماميتين الممتلئتين ومخالبها قوية لحفر الأنفاق عبر الأرض، مع ركل التربة المفككة بقوة وراءها. وخلال النهار، غالبا ما تختبئ من أشعة الشمس؛ ولكن برغم قدرتها على حفر جحورها الخاصة، تفضل حيوانات البنغول احتلال الأوكار المهجورة. وفي الليل، تنطلق هذه المخلوقات الانفرادية بحثا عن الحشرات. وبرغم ضعف حاستي الرؤية والسمع لديها، إلا أنها تتمتع بحاسة شم قوية. وبمجرد أن تتعرف على وجبة مناسبة، فهي تمزق تلال النمل الأبيض أو تحفر مستعمرة النمل بأكملها. وإذا لم تكمل وجبتها في جلسة واحدة، فبإمكانها وضع علامة على الحفرة والعودة لالتهام بقية الوليمة في وقت لاحق.