أعشاش الطيور
كل ما تود معرفته عن العملية المتنوعة والمعقدة لبناء الأعشاش
إن العش بناء فريد من نوعه، تبنيه الطيور خلال موسم التكاثر كملاذ آمن للبيض والصغار. ويكون العش مجهزا خصيصا ليتناسب مع النظام الإيكولوجي Ecosystem للطائر وتاريخ حياته Life history. فمثلا، كثيرا ما تجثم الطيور البحرية على الحواف الصخرية المفتوحة بعيدا عن براثن الحيوانات المفترسة، في حين أن أنواعا مثل أبو قرن العملاق Great hornbill في جنوب شرق آسيا تعزل أنفسها في أعشاشها لإبعاد الحيوانات المفترسة عنها. هناك طيور أخرى، مثل بعض أنواع الرفراف Kingfisher، تجد الأمان في أعشاش تبنيها تحت الأرض، كما تقيم أنواع أقوى مثل الإوز العراقي الصامت Mute swan، أعشاشها في العراء. ومواد العش على درجة عالية من التخصص لموئل Habitat الطائر. ومن أمثلة ذلك الطائر الطنان الياقوتي الحنجرة Ruby- throated hummingbird الذي يستخدم خيوط العنكبوت المتاحة بسهولة لربط مكونات عشه معا. في حين لا تستخدم غيرها من الطيور أي مادة أخرى سوى لعابها.
ومن بين هذه الطيور، نجد طيور السميمة Swiftlet ذات الأعشاش الصالحة للأكل، وهي طيور صغيرة تستوطن جنوب شرق آسيا، وتصنع أعشاشا تشبه رقاقات البسكويت الصغيرة التي تُجمع وتقديم كمكون رئيسي لأحد الأطباق الصينية الفاخرة: حساء عش الطيور! بالنسبة إلى بعض الطيور، يمثل العش وسيلة لجذب الإناث، إذ تقوم الذكور ببناء أعشاشها لإظهار مهاراتها، وجذب الإناث بفضل إنجازاتها.
وفي أنواع أخرى، يبنى الزوجان العش معا، ويبحثان عن مواد مثل الأعشاب والأغصان لنسج الهيكل، ثم أشياء مثل الريش والفراء والطحالب لأغراض العزل.
وهذا ضروري، لأن الطيور الطويلة الحَضْن Altricial تولد دون ريش، ومن ثمّ تحتاج إلى حماية إضافية في الأيام الأولى من حياتها.