تلال كاهوكيا
عاصمة حضارة أصلية منسية في أمريكا الشمالية
لأنها نتجت من خليط من المستوطنات الصغيرة التي أنشئت في المنطقة في عام 700 م، فبحلول عام 1050 م كانت تلال كاهوكيا واحدة من أعظم المدن في أمريكا الشمالية. وقد جدت المدينة فيما يعرف الآن باسم ولاية إلينوي، وكانت مركزا لحضارة المسيسيبي القديمة. وزوّدت وفرة الذرة السكان بمصدر موثوق به للطعام، الذي كان يُحفظ في مخازن منتشرة في أنحاء المدينة.
يعود اسم تلال كاهوكيا في جزء منه إلى تل الرهبان Monks Mound، وهو محور المدينة وأكبر هضبة ترابية من صنع الإنسان في أمريكا الشمالية. ومع ازدهار المدينة، تزايدت ضرورة الدفاع عنها. وعلى مدى أكثر من 100 سنة، بُني بالتعاقب أربعة أسوار خشبية، يدعمها عدد من الخنادق العميقة، لصد الهجمات. وعلى الرغم من هذه الدفاعات القوية، فلم يُكتشف حتى الآن أي دليل ملموس على وجود أي جيوش غازية، ويشير موقع دفن جماعي للأضحيات الشعائرية إلى أن المدينة كانت في تاريخها المبكر موطنا لمجتمع عنيف.
بدأ عدد سكان المدينة بالتناقص في القرن الثالث عشر. ليست الأسباب واضحة تماما، لكن يعتقد أن الأمراض أو التغيرات السياسية أو المناخية، أو نقص الموارد هي السبب. اختفى معظم سكان تلال كاهوكيا في القرن الرابع عشر واحتل المنطقة في وقت لاحق حضارة الأونيوتا Oneota وهنود الإلينيويك Illiniwek. وبحلول الوقت الذي وطأت فيه قدما كولومبوس العالم الجديد، كانت المدينة بالفعل جزءا من التاريخ.