أحد صفحات التقدم العلمي للنشر
فضاء

تلسكوب جيمس ويب يكتشف غلافا جوياً فريداً من نوعه حول ”كوكب الجحيم“

بقلم:‬‭ ‬جوانا‭ ‬طومسون

هل‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬”لكوكب‭ ‬الجحيم“‭ ‬Hell‭ ‬planet‭ ‬غلاف‭ ‬جوي؟‭ ‬في‭ ‬ورقة‭ ‬بحثية‭ ‬جديدة،‭ ‬ربما‭ ‬تمكن‭ ‬باحثون‭ ‬استخدموا‭ ‬تلسكوب‭ ‬جيمس‭ ‬ويب‭ ‬الفضائي‭ ‬أخيراً‭ ‬من‭ ‬حل‭ ‬لغز‭ ‬دام‭ ‬عقوداً‭ ‬من‭ ‬الزمن‭ ‬بخصوص‭ ‬الكواكب‭ ‬النجمية،‭ ‬ومن‭ ‬ثم‭ ‬اكتشفوا‭ ‬أفضل‭ ‬دليل‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬غلاف‭ ‬جوي‭ ‬حول‭ ‬كوكب‭ ‬صخري‭ ‬خارج‭ ‬مجموعتنا‭ ‬الشمسية. 55 ‬كانكري‭ ‬[السرطان]‭ ‬إي ‭ ‬‬Cancri‭ ‬e 55‭‬هو‭ ‬كوكب‭ ‬ناري‭. ‬وصنّف‭ ‬هذا‭ ‬الكوكب‭ ‬النجمي‭ ‬على‭ ‬أنه‭ ‬”أرض‭ ‬فائقة“‭ ‬Super‭- ‬Earth‭ ‬صخرية،‭ ‬فقطره‭ ‬يبلغ‭ ‬ضعف‭ ‬قطر‭ ‬الأرض،‭ ‬ويدور‭ ‬حول‭ ‬نجمه‭ ‬على‭ ‬مسافة‭ ‬لا‭ ‬تزيد‭ ‬على‭ ‬%4‭ ‬من‭ ‬المسافة‭ ‬بين‭ ‬عطارد‭ ‬والشمس. ‬ويرجح‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬سطح‭ ‬هذا‭ ‬الكوكب‭ ‬مغطى‭ ‬ببحر‭ ‬من‭ ‬الصهارة‭ ‬المنصهرة،‭ ‬مع‭ ‬درجات‭ ‬حرارة‭ ‬محيطة‭ ‬ساخنة‭ ‬بما‭ ‬يكفي‭ ‬لإذابة‭ ‬الحديد‭.‬

منذ‭ ‬اكتشاف‭ ‬55‭ ‬كانكري‭ ‬إي‭ ‬في‭ ‬عام 2004، ‬تحيّر‭ ‬العلماء‭ ‬بشأن‭ ‬الجوانب‭ ‬المختلفة‭ ‬لوجوده: ‬دورته‭ ‬المدارية،‭ ‬وكثافته،‭ ‬والأهم‭ ‬من‭ ‬ذلك‭ ‬كله،‭ ‬غلافه‭ ‬الجوي. ‬في‭ ‬البداية،‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬الباحثون‭ ‬متأكدين‭ ‬مما‭ ‬إن‭ ‬كان‭ ‬بإمكان‭ ‬هذا‭ ‬الكوكب‭ ‬النجمي‭ ‬أن‭ ‬يدعم‭ ‬غلافاً‭ ‬جوياً‭ ‬أم‭ ‬لا؛‭ ‬يعتقد‭ ‬البعض‭ ‬ببساطة‭ ‬أنه‭ ‬مفرط‭ ‬الحرارة‭ ‬وقريب‭ ‬جداً‭ ‬من‭ ‬نجمه. ‬ولكن‭ ‬الأدلة‭ ‬الجديدة‭ ‬من‭ ‬تلسكوب‭ ‬جيمس‭ ‬ويب‭ ‬تشير‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬55‭ ‬كانكري‭ ‬إي‭ ‬تغطيه‭ ‬بالفعل‭ ‬طبقة‭ ‬من‭ ‬الغازات،‭ ‬وإن‭ ‬كانت‭ ‬غير‭ ‬عادية‭.‬

أتت‭ ‬أول‭ ‬إشارة‭ ‬على‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬الكوكب‭ ‬الأرضي‭ ‬الفائق‭ ‬والمفرط‭ ‬الحرارة‭ ‬له‭ ‬غلاف‭ ‬جوي‭ ‬ذي‭ ‬قياس‭ ‬غريب‭ ‬من‭ ‬حيث‭ ‬حرارته. ‬باستخدام‭ ‬أداة‭ ‬تلسكوب‭ ‬جيمس‭ ‬ويب‭ ‬للأشعة‭ ‬تحت‭ ‬الحمراء‭ ‬المتوسطة ‬Mid‭-‬Infrared‭ ‬Instrument (‬اختصاراً: ‬الأداة ‬MIRI‭‬)، قاس‭ ‬الباحثون‭ ‬الانبعاثات‭ ‬الحرارية‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬النهاري‭ ‬لكوكب‭ ‬55‭ ‬كانكري‭ ‬إي. ‬لو‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لهذا‭ ‬الكوكب‭ ‬غلاف‭ ‬جوي،‭ ‬لارتفعت‭ ‬درجة‭ ‬حرارته‭ ‬خلال‭ ‬النهار‭ ‬إلى‭ ‬نحو‭ ‬°2,200س. ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬ليس‭ ‬ما‭ ‬اكتشفته‭ ‬الأداة MIRI‭‬. قال‭ ‬رينيو‭ ‬هو‭ ‬Renyu‭ ‬Hu،‭ ‬عالم‭ ‬الفلك‭ ‬في‭ ‬مختبر‭ ‬الدفع‭ ‬النفاث‭ ‬التابع‭ ‬لوكالة‭ ‬ناسا: ‬”بدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬أظهرت‭ ‬بيانات‭ ‬الأداة‭ ‬MIRI‭ ‬درجة‭ ‬حرارة‭ ‬منخفضة‭ ‬نسبياً‭ ‬تبلغ‭ ‬نحو‭ ‬2,800‭ ‬درجة‭ ‬فهرنهايت‭ ‬[°1,500س]“. ‬وتشير‭ ‬هذه‭ ‬القراءة‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬شيئاً‭ ‬ما‭ – ‬على‭ ‬الأرجح‭ ‬تياراً‭ ‬جوياً‭ – ‬هو‭ ‬ما‭ ‬ينقل‭ ‬الحرارة‭ ‬من‭ ‬الجانب‭ ‬النهاري‭ ‬إلى‭ ‬الجانب‭ ‬الليلي‭ ‬للكوكب‭.‬

بعد‭ ‬ذلك،‭ ‬استخدم‭ ‬فريق‭ ‬هو‭ ‬كاميرا‭ ‬تلسكوب‭ ‬جيمس‭ ‬ويب‭ ‬للأشعة‭ ‬تحت‭ ‬الحمراء‭ ‬القريبة Near‭-‬Infrared‭ ‬Camera‭‬ (اختصاراً: ‬الكاميرا‭‬NIRCam‭ ‬) للتعرف‭ ‬على‭ ‬العناصر‭ ‬التي‭ ‬قد‭ ‬توجد‭ ‬في‭ ‬هذا‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬المحتمل،‭ ‬فوجدوا‭ ‬أدلة‭ ‬على‭ ‬وجود‭ ‬ثاني‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬أو‭ ‬غاز‭ ‬أول‭ ‬أكسيد‭ ‬الكربون‭ ‬يحوم‭ ‬حول‭ ‬سطح‭ ‬الصخور‭ ‬المنصهرة‭ ‬للكوكب. ‬ولكن‭ ‬الباحثين‭ ‬يشتبهون‭ ‬في‭ ‬أن‭ ‬هذه‭ ‬الطبقة‭ ‬الغازية‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬موجودة‭ ‬منذ‭ ‬تشكّل‭ ‬الكوكب،‭ ‬وإلا‭ ‬لنُسف‭ ‬مثل‭ ‬هذا‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬بسرعة‭ ‬وبعنف‭ ‬بفعل‭ ‬الرياح‭ ‬الشمسية‭ ‬التي‭ ‬تهب‭ ‬من‭ ‬نجمه‭ ‬القريب. ‬يعتقد‭ ‬الباحثون‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬”الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬الثانوي“ Secondary‭ ‬atmosphere‭‬ الغني‭ ‬بالكربون‭ ‬ينبثق‭ ‬من‭ ‬باطن‭ ‬الكوكب،‭ ‬مما‭ ‬يمكّن‭ ‬الغلاف‭ ‬الجوي‭ ‬من‭ ‬تجديد‭ ‬نفسه‭ ‬باستمرار،‭ ‬حتى‭ ‬مع‭ ‬غليان‭ ‬الغازات‭ ‬وتبخرها‭.‬

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى