داخل حزام الكويكبات
لو حاولت هذه الحلقة المتنامية الأطراف من الحطام الدائر حول الشمس تشكيل كوكب، لنسفها أضخم كواكب المجموعة الشمسية
حصل أكثر من 640,000
كويكب على مسميات رسمية
إذا كان حزام الكويكبات Asteroid Belt هو بالفعل كوكب لم تتح له الفرصة للتكون بشكل صحيح، فقد تكون مخطئاً إذا ظننت أنه لم يكن ليشكل كوكباً في المقام الأول. يمتد حزام الكويكبات مما وراء المريخ مباشرة إلى ما بعد مدار كوكب المشتري، وعلى الرغم من أنه يتكون من ملايين الكويكبات، فكثير منها جسيمات صغيرة تشبه الغبار. تبلغ الكتلة الإجمالية للحزام %4 فقط من كتلة قمرنا. يوجد نحو نصف هذه الكتلة في 4 كويكبات فقط: سيريس Ceres وفيستا Vesta وبالاس Pallas وهيغيا Hygiea. يبلغ قطر سيريس 591 ميلاً، وهو مصنف رسمياً على أنه كوكب قزم، وهو أكبر جرم في الحزام على الإطلاق. يعني هذا أن الحزام منطقة خاوية أكثر مما نعتقد عموماً، لدرجة أن المركبة الفضائية يمكنها التنقل بأمان عبره دون التعرض لأي حادث. لكن الأمر لم يكن دائما على هذا النحو. تشير عمليات المحاكاة الحاسوبية إلى أن كتلة الحزام الرئيسي كانت في الأصل أقرب إلى كتلة الأرض في الأيام الأولى لمجموعتنا الشمسية.
”على عكس الكواكب الداخلية، فإن شظايا حزام الكويكبات لم تندمج أبداً معاً لتشكل كوكباً مكتمل التكوين“
على عكس الكواكب الداخلية، فإن شظايا حزام الكويكبات لم تندمج أبداً معاً لتشكل كوكباً مكتمل التكوين. ويرجّح أن يكون قربه من كوكب المشتري، وهو أكبر كوكب في مجموعتنا الشمسية، كان السبب في تفكيكه إلى شظايا. منحت قوة الجاذبية الهائلة للعملاق الغازي هذه الشظايا طاقة مدارية أكبر بكثير مما يلزم لتكوّن الكواكب. فبدلاً من الانضمام معاً عند اصطدامهما، تحطمت ببساطة إلى شظايا أصغر حجماً. لا يزال كوكب المشتري يهيمن على حزام الكويكبات حتى يومنا هذا، حيث تتسبب كتلته الهائلة في تغيير مسار بعض الكويكبات فتظهر فجوات في الحزام؛ والتي تُعرف بـ”فجوات كيركوود“ Kirkwood Gaps نسبة إلى دانييل كيركوود Daniel Kirkwood، الفلكي الأمريكي الذي وصفها لأول مرة في القرن التاسع عشر.
قد يجيب كوكب المشتري أيضاً عن سؤال أين تنتهي بقية كتلة الحزام. دفعت وفرة النتروجين والأرغون على المشتري العديد من العلماء إلى استنتاج أن الكوكب قد تشكّل في مكان أبعد بكثير وارتحل إلى موقعه الحالي بمرور الزمن. مع اقتراب المشتري من الشمس، لُفظت معظم الكتلة الموجودة في حزام الكويكبات إلى الخارج بسبب تأثير وحركة الكوكب الغازي. لا تزال لجاذبية المشتري آثارها علينا هنا على الأرض حالياً. على الرغم من أن المشتري يعمل إلى حد ما كدرع واق، حيث تعمل جاذبيته على تشتيت الحطام الخطير مثل المذنبات ويبعدها بعيداً عن مجموعتنا الشمسية، يُعتقد أنه يقذف باتجاهنا العديد من الأجرام الخطرة.
يختلف تكوين الكويكبات لأنها في الغالب حطام ناتج من ارتطامات وقعت بين الأجرام في بدايات المجموعة الشمسية. تتكون الكويكبات من النوع سي C في معظمها من الكربون، وتتكون الكويكبات من النوع إس S بشكل رئيسي من السيليكات، وتتألف الكويكبات من النوع إم M من المعادن. بشكل عام، تحتوي الكويكبات على الصخور والمعادن والجليد المائي بنسب متفاوتة.
1 مساحة للتحرك Room To Move
المسافات بين الأجرام الكبيرة في حزام الكويكبات كبيرة بما يكفي لمرور المركبات الفضائية عبرها بأمان.
2 الاتصال Making Contact
يمكن أن تشكل الاصطدامات بين الكويكبات ”عائلة من الكويكبات“ Asteroid Family – وهي مجموعة من الصخور ذات مدارات مماثلة. وفي الاصطدامات الأبطأ، قد ينضم كويكبان.
3 التشكّل Shaping Up
معظم الكويكبات غير منتظمة الشكل. لا تتمتع سوى أكبرها بجاذبية كافية لسحبها إلى شكل كروي يشبه الكوكب.
4 شريط غباري Dust Band
يُنتج الغبار البالغ نصف قطره بضع مئات من الميكرومترات جزئياً بتصادم الكويكبات. ويدور ببطء نحو الشمس.
أبرز الكويكبات
أهم كويكبات الحزام
1 سيريس Ceres
تاريخ الاكتشاف: 1 يناير 1801
كان هذا أول كويكب يُكتشف. يبلغ قطره 591 ميلاً، ويمثل %30 من الكتلة الإجمالية للحزام الرئيسي ويصنف على أنه كوكب قزم.
سيلفيا 87 (87 Sylvia)
تاريخ الاكتشاف: 16 مايو 1866
يقع هذا الكويكب خلف قلب حزام الكويكبات الرئيسي، وكان أول كويكب معروف بوجود قمرين تابعين يدوران حوله: سيلفيا الأول رومولوس Sylvia I Romulusوسيلفيا الثاني ريموس Sylvia Ii Remus.
دي إيه 1950 (1950 Da)
تاريخ الاكتشاف: 23 فبراير 1950
هذا هو الكويكب الأقرب احتمالاً لأن يصطدم بالأرض. نحن آمنون منه حتى مارس 2880، وحتى حينئذ فلن تزيد فرصة حدوث الارتطام على %0.044 فقط.
فايثون3200 (3200 Phaethon)
تاريخ الاكتشاف: 11 أكتوبر 1983
أول كويكب تكتشفه مركبة فضائية، وله مدار غير عادي يجعله أقرب إلى الشمس من أي كويكب آخر بحجمه نفسه.
يو 55 2005 (2005 Yu55)
تاريخ الاكتشاف: 28 ديسمبر 2005
وصل هذا الكويكب البالغ قطره 360 متراً إلى مسافة 201,900 ميل من الأرض في 8 نوفمبر 2011، وهو واحد من أقرب اللقاءات في العصر الحديث.
تي سي 3 2008 (2008 Tc3)
تاريخ الاكتشاف: 6 أكتوبر 2008
دخل هذا الكويكب البالغ وزنه 80 طناً الغلاف الجوي للأرض في 7 أكتوبر 2008 وانفجر إلى نحو 600 نيزك على ارتفاع 23 ميلاً فوق صحراء السودان.
تي في 135 2013 (2013 Tv135)
تاريخ الاكتشاف: 12 أكتوبر 2013
اقترب هذا الكويكب القريب من الأرض إلى مسافة 4.2 ملايين ميل من الأرض في 16سبتمبر 2013. لكن احتمالات اصطدامه بنا لا تتجاوز 1 في 63,000.