متغير جيني يقي من مرض باركنسون
الوراثة مسؤولة عن 10 إلى 15%
من حالات مرض باركنسون
وجدت دراسة جديدة أن الأشخاص الذين يحملون متغيراً (تنويعا) جينياً Gene Variant نادراً هم أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون Parkinson’s بمقدار النصف تقريباً مقارنة بالأشخاص الذين يحملون نسخة مختلفة من الجين. بدأ الباحثون في اكتشاف كيف أن هذا المتحور الجيني يمكنه أن يقي من مرض باركنسون بالحفاظ على وظيفة إنزيم حاسم للأيض Metabolism للخلايا وبقائها. يمكن أن يؤدي تحقيق فهم أفضل لهذه الآلية الوقائية إلى علاجات جديدة للمرض. قال الدكتور بينشاس كوهين Pinchas Cohen، عميد كلية ليونارد ديفيس لعلم الشيخوخة بجامعة جنوب كاليفورنيا: ”تعزز هذه الدراسة فهمنا لسبب إصابة البشر بمرض باركنسون وكيف يمكننا تطوير علاجات جديدة لهذا المرض المدمر“.
يظهر مرض باركنسون عندما تموت الخلايا التي تتحكم في الحركة في الدماغ بمرور الوقت. يتسبب فقدان هذه العصبونات (الخلايا العصبية) Neurons في ظهور الأعراض الحركية المعروفة للمرض، مثل الرعاش Tremors وتيبس العضلات واختلال التوازن، إضافة إلى أعراض أقل شيوعاً تشمل التغيرات العاطفية واضطرابات النوم والتدهور المعرفي Cognitive Decline. لم يفهم العلماء تماماً بعد الأسباب التي تؤدي إلى فقدان العصبونات في مرض باركنسون، لكن الخلل الوظيفي في الميتوكوندريا Mitochondria، وهي محطات توليد طاقة الخلايا، يعتبر منذ فترة طويلة سمة مميزة للمرض. يرتبط المتغير الجيني الذي اكتشفته الدراسة الجديدة بوظيفة الميتوكوندريا، مما يؤكد أهمية هذا الارتباط.
تقع غالبية حمضنا النووي Dna مخفية في مراكز التحكم في الخلايا، أو الأنوية Nuclei، لكن الميتوكوندريا تحمل في الواقع حمضها النووي Dna الخاص الذي ينتقل من الأم إلى الأبناء. وفي بحث منشور سابقاً، وجد كوهين وزملاؤه أن بروتيناً صغيراً يُنتج في الميتوكوندريا، يُسمى Shlp2، يبدو أساسياً لوظيفتها لكنه يتراجع مع تقدم العمر. وفي وقت لاحق، وجد باحثون آخرون أن نسخاً معينة من الجين Shlp2 ترتبط بانخفاض خطر الإصابة بمرض باركنسون، لكن لم يكن السبب واضحاً. لذلك ركّز كوهين ومعاونوه أبحاثهم على الجين Shlp2. في البداية، فحصوا نسخاً مختلفة من الجين في الحمض النووي Dna للميتوكوندريا لآلاف الأشخاص الذين شاركوا في 3 دراسات كبيرة طويلة المدى: دراسة الصحة والتقاعد Health And Retirement Study، ودراسة صحة القلب والأوعية الدموية Cardiovascular Health Study، ودراسة فرامنغهام للقلب Framingham Heart Study. ظهرت النسخة الوقائية من الجين Shlp2 في %1 من هؤلاء الأفراد، وجميعهم من أصول أوروبية، وارتبطت بانخفاض احتمال الإصابة بمرض باركنسون إلى النصف مقارنة بالنسخ الأخرى من الجين. وبالتجارب المجراة على الخلايا البشرية في أطباق المختبر والاختبارات الإضافية على الفئران، وجد الباحثون أن النسخة المغايرة للجين يرجّح أن تعزز استقرار وانتشار البروتين Shlp2. وفي المقابل، تمنع هذه التغيرات اختلال وظيفة إنزيم رئيسي في الميتوكوندريا.
عند أخذها معاً، تشير نتائج الباحثين إلى أن الاستراتيجية العلاجية المحتملة لمرض باركنسون يمكن أن تشمل تزويد الخلايا ببروتين Shlp2 الواقي فائق الاستقرار للمساعدة على الحفاظ على عمل الميتوكوندريا. لكن هذه الفكرة ستتطلب المزيد من الأبحاث لتأكيدها. قالت سو-جيونغ كيم Su-Jeong Kim، وهو أستاذة بحثية مساعدة في علم الشيخوخة Gerontology في كلية ليونارد ديفيس بجامعة جنوب كاليفورنيا: ”تلقي بياناتنا الضوء على التأثيرات البيولوجية لمتغير جيني معين، وعلى الآليات الجزيئية المحتملة التي قد تقلل بها هذه الطفرة من خطر الإصابة بمرض باركنسون. قد توجه هذه النتائج تطوير علاجات جديدة وتوفر خريطة طريق لفهم الطفرات الأخرى الموجودة في البروتينات الدقيقة للميتوكوندريا“.