اختراعات غريبة
من طائرات الركاب النفاثة إلى الإنترنت، غيرت البشرية العالم بالعديد من التقنيات البارعة. لكن بعض الابتكارات كانت مستغربة بعض الشيء...
Patent من كلمة لاتينية بمعنى ”يفتح“
رعاية الأطفال
قفص الطفل
على الرغم من أننا نميل إلى التفكير في الظروف المعيشية المزدحمة باعتبارها ظاهرة حديثة نسبياً، افتقر سكان الأبراج السكنية داخل المدن لأكثر من قرن من الزمن إلى مساحة الحديقة أو ضوء الشمس الطبيعي.
في عام 1922، ابتكرت إحدى الأمهات المغامرات، وهي إيما ريد Emma Read من سبوكان، واشنطن، طريقة بارعة لاستعادة المساحة المحيطة بنافذة شقتها لطفلها صممت إيما قفصاً محمولاً من الشبك السلكي بحيث يعلّق من خارج نافذة مفتوحة.
تضمنت براءة الاختراع الأصلية لقفص الأطفال هذا خططاً لستارة يمكن سحبها لمنع تسلل تيارات الهواء أثناء نوم الطفل. على الرغم من أن مدى رواج هذه الأقفاص لم يوثّق، فقد ورد أن السيدة الأولى إليانور روزفلت Eleanor Roosevelt كانت تمتلك واحداً منها. وصل الاختراع إلى إنجلترا في أواخر ثلاثينات القرن العشرين، عندما وزع نادي تشيلسي للأطفال في لندن تلك الأجهزة على أعضائه. ولكن الغارات الجوية خلال الحرب العالمية الثانية وضعت حداً لاستخدام قفص الأطفال قبل أن تتاح الفرصة لإنهائها بواسطة الفطرة السليمة أو لوقوع مأساة.
المساعدة المنزلية
روبوت للرد على الهاتف
كان الخدم الآليون الذين يقومون بالأعمال المنزلية بصافرة وابتسامة خيالاً شائعاً في خمسينات وستينات القرن العشرين، لكن هذه التكنولوجيا بدت في ذلك الوقت بعيدة جداً. لكن مخترعاً من فيينا يُدعى كلاوس شولتز Claus Scholz حاول إطلاق حركة الروبوتات المنزلية قبل الأوان في عام 1964 باستخدام MM7 – وهو بشراني Humanoid فارع الطول يمكنه الرد على مكالماتك الهاتفية نيابة عنك.
مع الأسف، اقتصرت وظائف MM7 على مجرد التقاط الهاتف ووضعه مرة أخرى- لم يكن الروبوت قادراً على التحدث إلى الشخص الموجود على الطرف الآخر، أو تلقي رسالة نيابة عنك. وبالنظر إلى أن أجهزة الرد الآلي كانت متاحة تجارياً وقتئذ منذ أكثر من عقد من الزمان، جعل هذا MM7 أكثر بقليل من مجرد مشجب معاطف باهظ الثمن. فهذا هو الدور الذي كان من الممكن أن يؤديه MM7 باقتدار إلى جانب أحد الروبوتات الشقيقة، والذي تمثل غرضه في وضع قبعات الضيوف على خطاف بحذر شديد. اختراع آخر هو سكب الشراب ببطء شديد. وحُفظت روبوتات شولتز للأجيال القادمة في مقطع إخباري لشبكة ITN.
النقل والمواصلات
العجلة الأحادية
على الرغم من أن الأمر قد يبدو غريباً نظراً لمظهرها الكوميدي، إلا أنه كان يُنظر إلى العجلة الأحادية Monowheel ذات يوم باعتبارها مستقبل وسائل النقل الآلية. وهي تشبه الدراجة الهوائية الأحادية العجلة Unicycle من حيث إن لها عجلة واحدة، باستثناء أن السائق يجلس بداخل تلك العجلة الواحدة. يثبّت السائق حلقة داخلية ذات إطار صلب ويستخدم محركات أو دواستين لتدوير الحلقة الخارجية، مما يدفع العربة غير التقليدية إلى الأمام. وطالما ظل السائق يستخدم قوة الدواستين أو المحرك، تستمر حركة العربة.
اعتبر داعمو العجلة الأحادية – وأشهرهم المخترع الإنجليزي الدكتور جيه إيه بورفيس Dr J. A. Purves، الذي تمكن نموذجه الأولي المسمى ”ديناسفير“ Dynasphere في عام 1932 من بلوغ سرعات تصل إلى 30 ميل/ساعة – أنها المرحلة النهائية للنقل الآلي. لكن غياب العجلات جلب معه نقص التوازن، مما سبب العديد من المشكلات الجوهرية. كان اعتماد العربة على التحرك إلى الأمام من أجل البقاء في وضع مستقيم يعني أنها تكون غير مستقرة بمجرد تباطؤ العجلة – عند الكبح أو الانعطاف، مثلاً. كانت هناك أيضاً مشكلات تتعلق بمجال رؤية السائق.
لا تزال العجلات الأحادية تُصنع حتى اليوم، من قبل الهواة غالباً، لتقدم مشهداً مثيراً. تجعلها التصاميم الخفيفة الوزن عملية أكثر.
خدمات الطوارئ
جهاز إنذار الحريق المحمي من العبث
تحل بعض الاختراعات مشكلة، لكنها تخلق مشكلة أخرى. في أواخر ثلاثينات القرن العشرين، مثّلت إنذارات الحريق الكاذبة التي أطلقها المخادعون مشكلة كبيرة لدرجة وجود حاجة إلى رادع. وهنا ظهر صندوق الحريق Fire Box، كما هو موثق في عدد فبراير 1938 من مجلة مودرن ميكانيكس Modern Mechanix. لإطلاق الإنذار، كان على المستخدم تمرير يده عبر قسم يشبه الكُمّ، والذي يقيدها في مكانها حتى وصول رجال الإطفاء وتحريره بمفتاح. على الرغم من أن هذا جعل الشباب المستهترين يفكرون ملياً قبل إطلاق إنذار كاذب، فقد كان له أيضاً تأثير جانبي مؤسف يتمثل بحبس المُبلِّغ عن الحريق في مكانه في حالة اندلاع حريق حقيقي.
السلامة الجوية
بذلة المظلة
في عام 1912، كانت الطائرات لا تزال في مهدها، ولم تكن هناك خطة طوارئ مناسبة لكيفية نجاة الطيار إذا أُجبر على إخلاء طائرته خلال الطيران. على الرغم من أن براءة اختراع المظلة المعبأة كانت موجودة بالفعل، فقد ظن فرانز رايشيلت Franz Reichelt أنه ابتكر حلاً أكثر أناقة. كانت بذلة المظلة Parachute suit التي اخترعها أضخم قليلاً من الملابس المدنية وتتطلب الحد الأدنى من الجهد لفتحها- فلا يحتاج القافز إلا إلى صنع شكل متقاطع بأطرافه.
حققت الاختبارات الأولية باستخدام الدمى نتائج متضاربة، وهو ما ألقى رايشيلت باللوم فيه على الافتقار إلى منصات اختبار عالية الجودة. حصل رايشيلت على إذن لإجراء اختبار للسقوط من الطابق الأول لبرج إيفل Eiffel Tower أمام حشد من الصحافيين والمتفرجين الفضوليين. كان الرجل واثقاً جداً من نفسه لدرجة أنه قرر اختبار البذلة بنفسه- دون شبكة أمان. لكن للأسف، كانت ثقته باختراعه في غير محلها، فقد سقط ميتاً.