في عام 2009، اكتشف العلماء أكثر من 40
فوهة بركانية يعتقد أنها تحتوي على جليد مائي.
على بُعد أكثر من 200,000 ميل من الأرض، توجد كتلة مستديرة من الصخور التي فتنت البشرية لآلاف السنين: قمرنا الطبيعي. في عام 1969، قطع البشر رحلة شجاعة خارج غلافنا الجوي وعبر خواء الفضاء لجلب أجزاء منه. قبل أن يسير رواد الفضاء على سطح القمر، اعتُقد على نطاق واسع أن القمر التابع الطبيعي للأرض هو مجرد صخرة فضائية ابتعدت قليلاً عن قبضة الجاذبية الأرضية واحتُجزت في مدارها بفعل هذه الجاذبية. ولكن بفضل الصخور التي جُلبت إلى الأرض لدراستها، فإن النظرية المتعلقة بأصل القمر تغيرت لصالح فرضية الارتطام العملاق Giant impact hypothesis.
بدلاً من مجرد تقييده بالجاذبية، أدت الأرض دوراً في تكوين القمر عندما اصطدمت بجرم ضخم من خارج كوكب الأرض يُعرف بــ ثيا Theia. كشط الارتطام الهائل سطح الأرض، فالتقت شظاياه بقطع متفتتة من ثيا وشكلت القمر منذ نحو 4.5 بليون سنة.
في عام 2019، اكتشف العلماء الذين درسوا عينة من البريشيا Breccia - وهي صخرة تتكون من شظايا من أحجار ومواد أخرى – من بعثة أبوللو 14 أن بعض أجزاء العينة لم تنشأ من القمر، بل من الصخور الأرضية الموجودة على الأرض.
تتحقق اكتشافات حول تاريخ القمر باستمرار بفضل العينات التي جلبها رواد الفضاء والروبوتات الفضائية على مدى العقود القليلة الماضية. وبعد نحو 50 سنة من بعثة أبوللو 17، اكتشف العلماء العاكفين على دراسة بعض العينات المجلوبة من القمر في جامعة هاواي University of Hawii أن حرارة القمر ربما انخفضت بعد تشكله بوتيرة أسرع بكثير مما كان يُعتقد. فمن المسلم به أن القمر استغرق 100 مليون سنة لكي يبرّد، لكن الاختلافات الكيميائية في بعض معادن العينة تشير إلى أن انخفاض درجة حرارة القمر استغرق 20 مليون سنة فقط. في كل عام، توزّع نحو 400 عينة قمرية من بعثات أبوللو على المعاهد البحثية لإجراء مزيد من الأبحاث عليها في معظم أنحاء العالم.
بعثات جلب الصخور القمرية
من أين جمع رواد الفضاء وروبوتات الفضاء العينات القمرية؟
1 أبوللو 11
قاعدة السكون TRANQUILITY BASE
من 16 إلى 24 يوليو 1969
صار رائدا الفضاء نيل أرمسترونغ Neil Armstrong وباز ألدرين Buzz Aldrin أول من سار على سطح القمر، وخلال 21 ساعة و 36 دقيقة على سطح القمر، جمعا نحو 22 كغم من العينات القمرية.
2 أبوللو 12
محيط العواصف OCEANUS PROCELLARUM
من 14 إلى 24 نوفمبر 1969
في البعثة الثانية الناجحة إلى القمر، جلب رائدا الفضاء آلان بين Alan Bean وتشارلز كونراد Charles Conrad 12 عينة قمرية تزن 34 كغم.
3 أبوللو 14
فرا مورو FRA MAURO
31 يناير إلى 9 فبراير 1971
قطع رائد الفضاء آلان شيبرد Alan Shepard أكثر من 2,700 م عبر سطح القمر، مستخدماً عربة يدوية لجمع عينات بلغ وزنها نحو 43 كغم.
4 أبوللو 15
هادلي-أبنين HADLEY-APENNINE
26 يوليو إلى 7 أغسطس 1971
نقل رائدا الفضاء ديفيد سكوت David Scott وجيمس إيروين James Irwin نحو 77 كغم من الصخور القمرية حول القمر في مركبة فضائية تسمى العربة القمرية Lunar Roving Vehicle (LRV).
5 أبوللو 16
مرتفعات ديكارت DESCARTES HIGHLANDS
من 16 إلى 27 أبريل 1972
باستخدام العربة القمرية، قطع رائدا الفضاء تشارلز ديوك Charles Duke وجون يونغ John Young أكثر من 16 ميلاً عبر 3 مسارات على سطح القمر لجمع كمية هائلة قدرها 95 كغم من العينات القمرية.
6 أبوللو 17
تورس-ليترو TAURUS-LITTROW
من 7 إلى 19 ديسمبر 1972
في بعثة أبوللو الأخيرة التي جلبت عينات من الصخور، قضى رائدا الفضاء جين سيرنان Gene Cernan وهاريسون شميت Harrison Schmitt 3 أيام على السطح وجمعوا 110 كغم من العينات وجلبوها إلى الأرض.
7 لونا 16
بحر الظلمات MARE FECUNDITATIS
من 12 إلى 24 سبتمبر 1970
خلال رحلة نفذها الاتحاد السوفيتي إلى القمر، جنى مسبار روبوتي غير مأهول 101 غم من تربة القمر وأعادها بنجاح إلى الأرض.
8 لونا 20
تيرا أبوللونيوس TERRA APOLLONIUS
14-25 فبراير 1972
على غرار لونا 16، هبط مسبار آخر غير مأهول على سطح القمر واستخرج 30 غم من التربة القمرية.
9 لونا 24
بحر الشدائد MARE CRISIUM
من 9 إلى 22 أغسطس 1976
جلب مسبار مزود بذراع روبوتية وغدير Rill نحو 170 غم من التربة. كانت هذه هي البعثة الثالثة والأخيرة للاتحاد السوفيتي لجلب الصخور القمرية.
10 تشانغ إه 5
جبل رومكر MONS RÜMKER
من 23 نوفمبر إلى 16 ديسمبر 2020
في أول بعثة صينية لجلب عينات قمرية، حفر المسبار تشانغ إه 5 (Chang’e 5) غير المأهول بعمق مترين اثنين في السطح لاستخراج نحو 2كغم من الصخور لجلب كيلوغرامات من العينات القمرية لدراستها على الأرض.
القطب الجنوبي- حوض آيتكن – مايو 2024
في العام المقبل، قد تكون الصين أول دولة تصل إلى جزء لم يستكشف من قبل من القمر. ستكون تشانغ إه 6 (Chang’e 6) أول بعثة لجلب عينات من الجانب البعيد من القمر، أي من القطب الجنوبي للقمر. ستهبط على هذا الجانب من القمر لأنه لا يواجه الأرض أبداً. للحصول على رؤية أفضل للموضع الذي ستهبط فيه تشانغ إه 6، سترسل الصين قمراً اصطناعياً استكشافياً يسمى تشويتشاو 2 (Queqiao 2) ليكون وسيطاً للاتصالات بين المركبة الفضائية وفريق العودة. من المقرر أن تستمر بعثة تشانغ إه 6 بكاملها لمدة 53 يوماً وتهدف إلى جمع ما يصل إلى 2 كغم من المواد القمرية.
بقلم: سكوت داتفيلد