أصغر وأكبر الحيوانات حجماً تشكّل معظم الكتلة الحيوية للأرض
تعرّف العلماء على نحو
1.2 مليون نوع حتى الآن
أمضى العلماء خمس سنوات في تصنيف حجم وكتلة وتعداد معظم الكائنات الحية، وفي نهاية المطاف توصلوا إلى اكتشاف مفاجئ: تهيمن أصغر وأكبر الكائنات الحية على الأرض من حيث الكتلة المطلقة. للاضطلاع بهذه المهمة الجسيمة، قسّم فريق بقيادة علماء البيولوجيا من جامعة روتجرز Rutgers University في نيوجيرزي وجامعة بريتش كولومبيا ،The University of British Columbia الكائنات الحية إلى 36 فئة عبر البيئات الأرضية والبحرية وتحت الأرضية. وبداخل كل مجموعة، حددوا حجم الجسم الأكبر والأصغر والأكثر شيوعاً. وبعد ذلك، بدمج هذه المعلومات في البيانات الموجودة مسبقاً حول الكتلة الحيوية Biomass لكل مجموعة، قدّروا نصيب كل فئة من حجم الكتلة الحيوية للأرض. احتوت نباتات الغابات على أعلى كتلة حيوية في حين كانت البرمائيات هي الأقل. قال مالين بينسكي ،Malin Pinsky الأستاذ المشارك في قسم الإيكولوجيا والتطور والموارد الطبيعية في جامعة روتجرز، إن هذه هي ”المرة الأولى التي ينفذ فيها هذا النوع من المسوحات على الإطلاق“.
في ستينات القرن العشرين، وجد علماء الإيكولوجيا المائية أن تركيز الكتلة الحيوية الكلية ظل ثابتاً عبر مقاييس مختلفة تماماً، مما يشير إلى أن الحجم يتوزع بالتساوي بين الأنواع المختلفة. وقال بينسكي إن فريقه توقع أن يجد ”القدر نفسه من الكائنات الحية تقريباً لكل من أحجام الجسم“، وهو ما توقعته الدراسات السابقة أيضاً. ولكن النتائج كشفت أن الطبيعة تفضّل الحجم في أقصى حدوده. قال بينسكي: ”كثيراً ما يبدو العالم الذي نراه مليئاً بالكثير من الحشرات الصغيرة والفراشات. لكن ما اكتشفناه هو في الواقع تلك الأحجام المتوسطة للجسم والتي ليست بالضرورة كلها شائعة“. بدلاً من ذلك، تحتوي البكتيريا البحرية والتربة، التي تعتبر صغيرة الحجم، على كتلة حيوية أكثر من الحشرات المتوسطة الحجم. أسفر البحث أيضاً عن أن هذا النمط كان موجوداً عبر الأنواع الحية Species المختلفة، لكنه كان أكثر وضوحاً في الكائنات الأرضية من الكائنات البحرية.
بالنسبة إلى البشر، قد يكون حجم الإنسان العاقل هومو سابينس Homo sapiens كبيراً بالنسبة إلى الأنواع الأخرى، لكن الكتلة الحيوية البشرية لا يمكنها التنافس مع المجموعات البيولوجية الأخرى. ما يميّز هذا المسح عن المشروعات المماثلة الأخرى هو دمج مجموعات مثل الميكروبات الموجودة تحت سطح البحر والمخلوقات المنتجة مثل طحالب الكِلب Kelp والأعشاب البحرية، والتي استبعدتها الدراسات السابقة – فهي تمثل نحو نصف الكتلة الحيوية للمحيطات.
من بين 36 فئة، والتي تضمنت مخلوقات مثل الزواحف والرخويات، كانت أكثر التجمعات كثافة تنتمي إلى النباتات والبكتيريا. من بين هذه، كانت أصغرها هي البكتيريا المجهرية، في حين تضمنت أكبرها شبكات واسعة من الفطريات وجذور الأشجار تحت الأرضية. عند أخذ هذه المجموعات معاً، تتقزم الكتلة الحيوية للحيوانات مثل البشر والماشية والحيوانات البرية. وعلى الرغم من أن البشر ضخام نسبياً ويندرجون في الطرف الأكبر من طيف الحجم، فإن كتلتنا الحيوية لا يمكنها منافسة تلك الموجودة في التربة والأوليات Protists البحرية غير المرئية للعين. قال إيدن تيكوا Eden Tekwa، عالم الإيكولوجيا الكمية والباحث المشارك في جامعة ماكغيل McGill Universityالكندية: ”إلى جانب الحيتان، لا توجد كائنات أخرى أضخم من الشعاب المرجانية وأشجار القرم (المنغروف)“.
لا تكشف الدراسة عن التوزيع الحالي للكتلة الحيوية للأرض فحسب، بل تكشف أيضاً عن الشكل الذي قد تبدو عليه المستقبل. قال تيكوا إن الفريق حدد كمية الكربون في كل مجموعة، فوجد أن أشكال الحياة الأصغر حجماً لها فترات حياة أقصر عموماً، ومن ثمّ يُطلق محتواها من الكربون في الغلاف الجوي بوتيرة أسرع، مما قد يسهم في التغير المناخي. قال بينسكي: ”حجم الجسم هو أحد أهم الخصائص الأساسية للحياة على الأرض. يعد فهم كيفية توزيع الحياة عبر أحجام الجسم المختلفة أمراً أساسياً لفهم الحياة على الأرض“.
بقلم: إيلانا سبيفاك